تسوية وضع……..بقلم أحمد طالب بطمة
نص بعنوان: تسوية وضع
بقلم: أحمد طالب بطمة
بعد مدة كافية للتعافي والنسيان والمواجهة من جديد
عادت به أمسية من أواخر الشتاء للمكان الذي سجل حيزا من سيره .
مع أولى نسمات الفجر انتعشت أنفاسه بارتعاش أساريره،لا درعا تقي من سهام الذاكرة .
قبل أن يشرع الباب لم يتعرف عليه بواب قديم، كان التهى بفرش سلعه وتنظيفها .
بخطو متردد كمن لا ينتمي للمكان مضى يرقب الأرجاء البهية في كل ركن كانت هناك مسرحية لأحداث جسدت بروية.
لم يعترضه أحد، لم يتوجس منه .. ولم يألفه أحد .
على يمين الجبل العملاق المتاخمة قممه لعنان السماء راحت تطل على استحياء خلف إحدى هضباته شمس تنثر الضياء في الأرجاء .
انتقت أشجار المكان ألوانَها وازيّنت لصباح جديد.
لا مشكلة مع الجمادات .. بدت مسالمة، مشروحةٌ واجهاتها على الترحاب.
شيء منساب هو من كان يعبث بالذاكرة يسترق اللحظة والالتفاتة والغفلة والانتباهة ليبث وشايات عن مامضى.
تسلل السلام لقلبه
وبشارات التصالح توطّدت كلما مر على أغصان الشجر المزهرة .
بدى كأنه وسط هذا الفضاء ينتمي لزمن آخر زمن سبق، بمعنى أوضح ينتمي للذين مضوا، بعض الأماكن ملك لجيل بعينه في زمان بعينه ..
تدفق المارين بملامحهم اللامألوفة عدى أوجه الشبه الطفيفة … أشعره بالسلام والتحرر … تخفف من حمل أوهمه طويلا بسطوته الزائفة.
ما أن مدّ يده للتصالح مُدَّت إليه يد مضمّخة بالأمل.
التجربة الإنسانية خُطًا محتّمة
مفعمة بالصواب ونقيضه
وغايتها الأسمى الوصول بقلب سليم.