إشراقات متنوعة

تعبت جدا بقلم: سعد إبراهيم زعلوك

تعبت جداً

تعبت جداً ،
حين هجرت قريتي،
وفارقت الحب الكبير،
والنبع الصافي،
وحدت عن طينة الأجداد
وتركت كل الأحبة، والرفاق
ونسيت كل من سكنوا الروح ، والأعماق
وصرتُ أسير بعدي ، ووحدتي
وفارقت نخلتنا الحبيبة ، وبيتنا الطيني
حين هجرت جمال الأرواح.

تعبت جداً ،
حين فارقت الزروع، والحدائق
والفل ، والياسمين
وصفصافة بيتنا العتيقة
تعبت حين قلت
أن كل ما في الريف محض خرافة
وأن باب الحضارة هناك في المدينة
وأنها النور ، والبراح

تعبت جداً
من هذا الزمان ، وهذا المكان
وهذه الوحدة،
التي كادت تصيب قلبي بالهذيان
لأى مكان سأهرب
لم يعد في الأرض متسع
ورقة التوت تشققت
وأحلامي جميعها تمزقت
أريد أن أعود لهناك
لأول الحكاية
أشتهي أن أصل البداية بالنهاية
وأعيد كل ما كان
أريد أن أرجع،
لكن في غفلة من امري
سقط مني المفتاح

تعبت جداً ،
ولم أعد أشتهي هذا المكان
روحي عطشى من طول الفراق
وقلبي محطم ، ومشاعري ممزقة
حروفي ساخنة جداً
مللت رتابة الأيام
مذ فقدت الرؤيا والأحلام
أصلي لتستكين روحي
ويسكن قلبي
أريد فقط أن أعود لحبي الأول
ونفسي الأولى
أشتهي هناك ،
أشتهي بصدق أدهم
فهى الأصل، والفصل
والشفاه العذبة ، والبقاء
وهى الروح، والارواح

مليون فنجان قهوة،
لن يعيد لرأسي توازنه
فقط حبات القمح، والزروع الخضراء، والطين
كفيلة أن تجدد روحي
وتستعيد عافيتها
وتخضر أوراق عمري
وتعود لروحي الأفراح

تعبت ، وقلبي تعب
أريد أن اعترف أني للأن
لم أوفق ، ولم أصب
وأني حين قلت لأبي ذات مساء
حياتكم محض لعب
كنت أنا من يقول اللعب
هذه الحياة لا أحبها
وأن كلامي كان كذب ،
في كذب، في كذب
ليس على سوى الهرب
من هذه المدينة ،
التي لم أصادف بها سكينة
هذه المخادعة،
التي لا تعرف سوى التعب
ولم تمنحنِ سوى الغضب
سأرحل ربما أحيا من جديد
ربما أغني من جديد
سأصرخ بوجهها إن تشبثت بي
سأقول لها أن فراقنا قد وجب
تعبت فكل ما فيكٍ ذباح

سعـ إبراهيم زعلوك ــيد
9/1/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى