المقال
تــــــــــــــــــــــــــاه القلب بقلم: “الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون”
تــــــــــــــــــــــــــاه القلب
تاه القلب في غفلة حبيبه
بليت بجرح طال شفاؤه باستمرار نزيفه
بعدما يئست من علاجه لإنعدام دوائه
إحترت بين البوح و الكتمان لغيره
بعدما سهرت الليالي بنبرة حسه
وواصلت السمر على أنغام عزفه
ورقصت بحرقة على إيقاع حسه
كان جوادي الذي لم أحسن إمتطائه
رغم نعومة فرشه و بهاء سرجه
الذي عودني بحسن الإصغاء وقت لزومه
وشجعني على الخوض في سيرته
وحثني على السير بين مروج دربه
أنار طريقي رغم وحشة ظلمته
وعبدها بشذى عطره وريحان مسكه
هيأ لي ممرات سراديبه وقت للقائه
علمني رموز شفرته عند إحتياجه
أفرش البساط للنوم في حضنه
سقاني وأثلج صدي من شدة حره
تحملني وكابد رغم غيضه
أرشدني إلى نفسي على حسابه
لكني لم أنتبه لعدم فهمه
أشار و أعاد بدون يأس رغم كثرة صبره
واصل وثابر بدون كلل رغم صمته
راودتني الشكوك حوله رغم نفيه
ولكن و أسفاه بعد إستفاقتي كان سبق حكمه
وسبق الزمان مكان إدراكه
هيهات لن يعود إلى سابق عهده
لقد هاجر إلى منفاه متخليا عن مملكة عرشه
هروبا من قهر وتسلط جلاديه
ليس ضعفا وخوفا بل من غدر خائنيه
ورميه بطعنات خنجر رماته
فالخيانة و الغدر ليس من طبعه
قال و أكد بأن لا رجعة لمن فرط فيه
ترجيته وتوسلت إليه للبوح بضره
فرفض و أشار إلى الحواس المحيطة به
فصعب التعرف عليها لكثرة نبضه
غاب و غطس في بحر عشقه
موزعا ضرباته بتوزيع دمه
فعدت من رحلتي لأجل إدراكه
و صحوت من غفلتي قبل فقدانه
تيقنت ساعتها هذا هو حال من يفرط في قلبه
مستودع أسراره و ساتر أخباره
فإن تاه لن يعود رغم طول إنتظاره
فلا تفرطوا في القلب فإنه قطعة من لحم يصعب مضغه
وأنتبهوا لحاله فضره إن إستفحل يصعب كشفه
بقلم الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون — سنراسبورغ فرنسا