” توقفات في زمن التداعي/ بقلم : هاشم السهلاني
توقفات في زمن التداعي
. **********************
. – ١ –
أراكِ ..
أُحسُّ بأني أطلُّ
على عالمٍ من ضياءْ
أراكِ ..
فأحسبُ أنكِ كلّ النساءْ
وأيُّ النساءْ..
تطاولُ منكِ
خيالاً توطّنَ في مقلتيا
. -٢-
في مذبحِ الألمْ
وأنتِ والندمْ
وشهقةُ ابتساماتٍ
خُنقنَ فوقَ فمْ
ورعشةُ الفراشاتِ التي
تُسحقُ بالقدمْ
أيُّ شقاءٍ أن يعيشَ المرءُ
عمراً كلّهُ قِيَمْ
في عالمٍ أضاعَ
قيمةَ الوفاءْ
وأقصرُ المسافاتِ بهِ
مسافةٌ تفصلُ
بينَ الأرضِ والسماءْ
. -٣-
جمرْ وكبرياءْ
تمتدُّ ما بينهما
مسافةُ اللقاءْ
أيهما أسلكُ نحوَها
وكلُّ دربٍ منهما
يرفضُهُ الإباءْ
ملعونةٌ أشجارُنا
الناريةُ الحمراءْ
وطلعُها الشياطينُ
التي شرابُها الدماءْ
أيُّ دروبٍ تلكَ
يا أميرتي الحوراءْ
. -٤-
من وحي عينيها
كتبتُ قصائدي
ونسجتُ من أهدابها
طاقيةَ الإخفاءْ
سافرتُ نحوَ اللارجوعْ
وكيفَ في الحبِّ الرجوعْ
وعبرتُ أفلاكَ السماءْ
كي أستقّرَ بلا عناءْ
في راحتيها
حينَ ترفعها مساءً
للدعاءْ
. -٥-
دائرةٌ منْ خلفها دوائرْ
تلفُّنا وسطَ متاهاتٍ
تضيعُ في دروبها المصائرْ
تزرعنا في حدقاتِ الشوقِ
خاطراً تنكرهُ الخواطرْ
دائرةُ النسيانِ يا أميرتي
منْ قبلنا
كم أرهقتْ مشاعرْ
دائرةْ الأحزانِ يا فاتنتي
ترسمها الخناجرْ على مساحاتٍ
هيَ القلوبُ والمحاجرْ
ولم نزل أميرتي
رغمَ جراحاتِ النوى
نكابرْ
********
( هاشم السهلاني )