الخواطر

ثورة زهور الشر بقلم: إدريس جوهري

ثورة زهور الشر
تطايرت الصحف والكلمات
المعاني طائش .. خائف .. حائر
أمام الدهشة والدوشة والتهور
بدأت النسور تحلق فخامة
في السماء يغمرها ضوء الكبرياء
مع لفتة مفعمة بالتمرد والعزة
والكرامة ، تزيل حدة بصرهم
القاطع الكاسر الجارح من عليائهم
المرتفعة وكل سحابة ساجدة
على بساط جلالتهم ، الانهيار
للبرعم الرقيق الحساس كريشة
مرتعشة الرياح تحملها برحمة
لطيفة .. الصبي لازال يحبو
لا يحسن المشي .. يترقب
المشهد السحري الإعجازي مثل
التشويق المثير .. حيث تلمع
أمطار الشهب التساقط النيزكي
ينتظر بزوغ أول ريشة خفيفة
هادئة ثائرة هائمة مجنونة
كي يخترق الغلاف الجوي يحلم
باكتشاف هذا الشعور الداخلي
والفضاء الخارجي الفسيح البعيد
لزهرة العاطفة لعطر السعادة
و لرياحين الحب في حديقته
الأحلام والأماني تنبت بينها
زهور الشر والظلام إنها تتحول
جميعها تمتزج تندمج مع خيوط
حريرية وشجرة عوسج تتلألأ
في لوحته حيث ترسم ألوان الحياة
التي أثمرت هذه الإرادة الفولاذية
التي حطمت أعمدة العجز والخمول
وكسرت قيود الخوف والتردد ..
ثم حررت الكواسر تلك الطيور الجوارح
المحبوسة منذ أزل في توابيت
نمرودية ها هي تحلق في السماء
أحيت فيه نور العزيمة من جديد
أصبح خفيف الظل رقيق الحس
عريق الصبر شديد البأس
صعب المراس رزين العقل
نبع الحنان .. قَوِيَت شَوْكَتُهُ
يريد عيش كل لحظة من
هذا الزمن الجميل العادي
الأنيق وحتى في اللحظات
البائسة الصعبة التعيسة
يجد فيها ملاذا يأوي إليها
يحتويها بدفىء الروح .. الرؤية
الخفية للوحات السوداوية
لها عبق الزهور الزرقاء الباردة
تفوح منها العطور البرستيجية
أجل إني لأجد للقبح والحزن
الأسود الرمادي الشجي لجمالية
وجاذبية راقية مدفونة خلف
هذا الوجه الشكل القبيح التعيس
يحجب خفايا الجواهر والمعادن
الذهبية الحرة مثل حياة لؤلؤة
داخل صدفة وولادة طائر
الفينيق من الرماد .. إنها روح
الكلمات واللوحات الإبداعية
لا تراها لا تلتقطها إلا عدسات
فنان مصور مبدع ماهر حساس
وعين الفنان لا تخطئ أبدا ..!!
لقد صاح الديك أيقظه للتو
إنه يصحو تتفتح الوردة
البنفسجية ها هي تبتسم
البتلات تجليات الكمالية العليا
للكون حيث تنجذب تنساق نحوها
الفراشات النحلات طائر الطنان
في انضباط ترفرف تلتف تطوف
حوله في انتظام .. إنه تقديم البيعة
والولاء للكائن الأرضي الصغير ..!!
ترحيب الغيوم وزخات نيسان
تتساقط تكتب قصائد وردية
تغني له أنشودة المطر ..!!
ها هي شمس الحرية تشرق في الأفق
إنه يصحو الصحوة الروحية
يرى الآن استعراضات عملاقة جميع
الأشكال والمعاني الجميلة .. الكائنات
الرائعة موجودة ماجدة خالدة ..
وقفت إجلالا أمام الألفا المهيمنة ..
يا له من عجب انطلق في مقعد
النجوم ، من مسكنهم اللانهائي ،
أنارت جزيئات هذا الوجود ..
الدولة الروحية رشحت الغلام
للانسجام والتناغم والوئام مع
الليل والنهار .. النور والظلام
الحياة والموت .. الخير والشر
النعمة والمحنة .. الزهرة والشوكة
تزاوج جميع الكلمات المصيرية
التوازنية كما في فلسفة
اليين واليانغ إنها الثنائية
المتماسكة المتلاحمة المتكاملة
حينها وهبته المملكة كتابة الأسماء
المصيرية الاختيارية .. القدر ..!!
لكن المسكين لازال يعبث
بحجارة فوق البحيرة ، يتأمل
آثار الحلقات الدائرية المتمددة ..
ويتمعن وجهه على مرآة المياه
إعجاب ” الأنا ” للكاريزما
النرجسية .. تحول إلى نطفة
متعرجة ..!! لكن صدى الصمت
يدفعه يزجره يعنفه .. يا غبي ..!!
القوة الخيالية مدفونة تحت
خوذتك .. أنت هو مسقط الرأس ..
أنت السر والمعنى .. أنت الكل وما احتوى …🦅🦅

@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا ”
15/10/22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى