(جحود البشر)بقلم الأديبة د . تغريد طالب الأشبال
الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………………
(جحود البشر)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١
……………………
في خبايا الكونِ في الماضي السحيقْ
حيثُ كان الكونُ ماءً ودُخانْ
حيثُ لا همَّ ولا صدرٍ يضيق
حيثُ كان الكلُّ يحيا بأمانْ
وَلَدتنا الأرضُ من رَحمِ الهمومْ
وتَبنّتنا بحبٍ وحنانْ
وعلى شاطئِ دُنيانا انحنَتْ
ثمَ قالتْ لهُ:يا دهرَ الزمانْ
إنّي أودَعتكَ قلبي يا صديقْ
لا تَهِنّهُ إنَّ إبني لا يُهانْ
حفِظَ العَهدَ وهيهاتَ يخونْ
ذلكَ الشاطئُ والأنسانُ خانْ
حينَ سارَ الأخُ في قتلِ أخيهْ
وعلى أكتافهِ الشيطانُ كانْ
يدفعُ الباغي يَإزُّهْ وَيُريّهْ
إنَّ صوتَ الحقِّ في الأفلاكِ بانْ
(إنطَلِقْ واقتُلْهُ تَحظى بِالوجودْ
وستُمسي مَلِكاً فالوقتُ حانْ)
ثُمَ أمسى حامِلاً إثماً عظيم
كيفَ؟لا يعرفَ يُخفي المُستَبانْ
كان هذا الفِعلُ عُصياناً مبينْ
هوَ أوَّلْ جُرمِ في أولْ زمانْ
وتوالى بَعدَهُ الإجرامُ صارْ
عُرُفاً والعُرفُ للجاني أمانْ
لا لدينِ اللهِ يُبدي إحترامْ
لا لوجهِ اللهِ يُبدي الإمتِنانْ
وعلى المظلومِ جَبّاراً يَصيرْ
حينَ يأتي العَدلُ لا يُبقي هوانْ
وترى الظالِمَ طاغٍ وَيَسيرْ
معَ شيطانِهِ،بِئسَ المُستعانْ
دونَ إدراكٍ تَعالى والمصيرْ
مِثلَ إبليسٍ تَعالى فَاستَكانْ
بالتعالي صارَ مذؤوماً لَعينْ
عاشَ تحتَ الأرضِ مِن بعدِ الجِنانْ