جدائل الغياب بقلم صباح محالي
جدائل الغياب
آه يا تَوْأَمِي فِي الغِيَابِ
دَوَاؤُنَا فِي وُجُودِنَا
وَشِفَاؤُنَا ابْتسَامَةُ قَلبَينَا
كم سعيت لأن أُحْمل إِليكَ
تَحْتَ جَنَاحِ الظَّلامِ
أشْواقا مُتَطَايِرَة
أَطْوِي خَلفِي كُلَّ حُزنٍ وجُرحٍ بألَمٍ شَديدٍ
كَمْ سَعيت إِليكَ لِأُعْدمَ الغِيابَ على مِقصَلةِ الظُّروفِ. . .
أَشُق عُبابَ اَلْكَلَام
وأَرسُو بِشَطِّ اَلذِّكْرَيَات بفرحٍ بٓاسمٍ
وأَسْكُنُ فِي مَوطِن أَسْرارِكَ
علِيَّ أَخنُقُ حِرمَانِيَ مِنكَ
وأُلَملِمُ جِرَاحِيَ عَلى ابْتسَامَة ثَغْرِكَ
فَأَنا كَريشَةٍ فِي مَهَبّ الرِّيحِ
تَائِهة بِوجَعِ الغِيابِ
أو كَقشَّةٍ من الشَّلالِ نَازِلَة بألمِ اَلْجِرَاح
أو كَمُوَدِّعٍ مَيتًا لا رَجَاءَ فِيه
أَضحَى بِلَمْسَةٍ يَتِيمًا بِلَا حَياةٍ
آه يَا تَوأَمِي
قَدْ ضِقْتُ مِنْ دُونِكَ. . . . . .
غِيابُكَ أَعْمَى بَصَري وبَصِيرتِي
فَلا صَدر يَحضُننِي غَيرَ زَفَرَاتِ اَلْآهْ والآي تَتْبَعُها
عَينٌ بِالدُّمُوعِ أُغرِقَتْ
وبالشَّوقِ تَحَدَّثتْ
وبالقَلبِ تَأَلَّمَتْ فأَدْمَت
وبِالذِّكْرَى تَنفّسَتْ لَحْظةَ حُلم بِواقِع غَائب
فالنَّارُ حَنَّطَتْ القَلبَ
والنَّارُ أطفأت الحَنينَ
ومَا حَوى علَى عَرشِ رَمَادٍ اسْمُهُ الغِيابُ
بَينِي وبَينَكَ يا توأم أَسْرارًا سَأَحْفَظُهَا
والغِيابُ بَينِي وبَينكَ جِسْرٌ سَنطْوِيهِ
فَهَلَّا فَتحْتَ القلبَ أَمْلَأهُ فَيَأْوِينِي
صباح محالي
الجزائر