جزء من محاضرة ” الذكاء العاطفي” بقلم الدكتورة أمل مصطفى حامد
جزء من محاضرة الذكاء العاطفي
محاضر / امل مصطفى
قال أرسطو قديما: “من النادر أن يغضب الأنسان من الشخص المناسب، بالقدر المناسب، في الوقت المناسب، للسبب المناسب و بالطريقة المناسبة”
يعرف الذكاء العاطفي بأنه قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين
وهو قدرة الإنسان على التعامل مع عواطفه، بحيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله..
خلق الله العواطف في نفوسنا ، لحماية الإنسان من المخاطر والحفاظ على وجوده، والارتقاء بهذا الوجود، فعاطفة القلق مثلاً تدفع الإنسان إن وقع في مشكلة أن يبحث عن حل لها، وعاطفة الخوف وظيفتها أن تبعد الإنسان عن الأخطار، وعاطفة الغضب وظيفتها أن تدفع الإنسان للدفاع عن حقوقه عندما يعتدى عليها، وعاطفة الحب تدفع الإنسان إلى التضحية , فلكل عاطفة توجد هناك رسالة خلفها علينا أن نفهمها ، وألا نقمعها أو نكبتها فذلك يضر بنا ويؤدي إلى احتقان هذه المشاعر التي لا تلبث أن تنفجر في أوقات لا نرغبها..
أننا لا نستطيع أن نقرر عواطفنا ولكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها، فأنا لا أستطيع ان أقرر متى أغضب أو أخاف، أو متى أقلق، ومتى أحب، ومتى أكره، لكنني أستطيع أن أقرر كيف أتعامل مع خوفي وقلقي وحبي وكرهي، فأول خطوة نحو التحكم في العواطف هو تسميتها.
الذكاء العاطفي (EQ) هو القدرة على فهم عواطفك وعواطف الآخرين وإدارتها بطرائق إيجابية لتخفيف التوتر، والتواصل بصورة فعَّالة، والتعاطف مع الآخرين، والتغلُّب على التحديات والصراعات. كما يساعدك الذكاء العاطفي على بناء علاقات أقوى، والنجاح في الدراسة والعمل، وتحقيق أهدافك المهنية والشخصية. قد يساعدك أيضاً على التواصل مع مشاعرك، وتحويل النوايا إلى أفعال، واتِّخاذ قرارات صحيحة بشأن ما يهمك في هذه الحياة
فالإنسان الذكي عاطفياً هو شخص يعرف نفسه، ويعرف نقاط ضعفه ونقاط قوته، ويقرأ مشاعره باستمرار، وثانياً يتحمل المسؤولية في علاقاته بالآخرين، وهو إنسان متعاطف، يتفهم مشاعر الآخرين ويراعي هذه المشاعر، وهو إنسان متفائل، لا يشله الفشل ولا تخيفه العقبات بل تزيده تحدياً وحماساً، وهو إنسان مغامر يعشق لعبة التغيير، فيتقبل النقد برحابة صدر ويغير نفسه دائماً ساعياً نحو الأفضل، وهو إنسان متسامح، لا يحمل في قلبه غلاً ولا حسداً ولا حقداً.…