إشراقات أدبية

جزء مهم من المجتمع //للكاتبة ملفينا ابو مراد

جزء مهم من المجتمع

 

حياة الإنسان تتضمن  مراحل، و محطات، هفوات، نجاحات و سقوط، و الذكي من ينتفض على سقوطه، ناهضاً بادئً من جديد.

منذ ما يقارب العشرين سنة أو أكثر نشطت مرحلة جديدة من حياة المثقفين و هي التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي منها الفيس بوك هذا الصرح الشامخ الذي نتلاقى عبره في نشر الكلمة الراقية الهادفة.

لكن لكثرة تردد الرواد من مختلف المشارب  و الثقافات و تعدد المواهب، على هذا الموقع و غيره ، في ما يسمى بالعالم الأزرق، أصبح كالمجتمع الذي نحيى فيه ، كم من الصفات و النجاحات و الآفات.

منا يكتب الكلمة الهادفة، منا يكتب ما يحلو له مما يشوه فكر القارئ، منا من ينشر صورا و بوستات جميلة، و منا من ينشر ما يخدش الحياء.

.فيديوهات منها الرائع و منها الهابط.

من الرواد من يتصيد ضالته او ضالتها، بينما في المجتمع هو او هي من الأسياد و الفقهاء و المثقفين، و على هذه المواقع للأسف اربى بنفسي ان اكتب ما يحدث…

هناك من يطلب صداقة او ما يسمى بالصداقة للمراقبة  دون أي تفاعل، و هناك من يدخل إلى صفحة احد ما يقراء، يراقب ،و يخرج كأَّن شيء لم يكن، و منهم عندما يلتقي بالكاتب او بالشاعر يسخر منه من باب التنمر ، لا بل من باب الحسد و الغيرة لِان ليس باستطاعته ان يكون مثله ….

 

ان قبلنا الصداقة لاحترامنا لطالبها او طالبتها، من طيب خلقنا، يرحبون، ثم يخرجون واضعين لنا حظرا لسبب لا نعلمه، و منهم ، نحن اما نتجاهل وجودهم ، اونضع لهم حظرا لتعليقات لا تليق بهم قبل ان تكون لائقة بحروفنا ، لِمَ كنا نعتبرهم من طيب الخلق و التقدير …

منهم قبل طلب الصداقة، يدخل او تدخل على الخاص، راجيا منا قبول الصداقة…

العالم غريب، و العقول اغرب. الخاص ،اسمه خاص لا للغزل ولا للكلام غير اللائق، و لا لطلب زواج او او او…

الغرب ابتكر هذه المواقع لغاية معينة عنده، امافي شرقنا

عذرا لا اعمم ( يوجد من الأشخاص من هم قمة في الرقي و الاحترام والتقدير، يكون التواصل معهم كما التواصل مع اهلنا .. مْنَّ من نجح و تالق في هذه المواقع ) أصبحت متنفسا لكل ذي هواية او متعة او غاية ، التحرش بالاولاد ، تحرش الكبار ،صور وهمية ، اسماء وهمية لحسابات وهمية ، لغايات متعددة .

طلبات صداقة مقفلة ، لا يعرف المطلوب اي شيء عن الطالب احيانا .

.. من ينسخ صوراً دون علم المنسوخة صوره ، هناك من يسرق حروف غيره و ينسبها لنفسه ، كما هناك من يسرق من الجميع مقتطعا القصائد او المواضيع الثقافية (و تلزيقها) على طريقة نسخ لصق ، مذيلة باسم السارق وتوقيعه و وطنه و علمه…كل منا له اسلوبه المعروف بل بصمته في الكتابة .

ظهرت مواقع عديدة تُشَّهر بالسُّراق و بالمتحرشين ، لكن هؤلاء لا يرتدعون و لا يتعظون ، بل يشتكون باننا نتهمهم ، وهم شرفاء ابرياء ، بل نحن نفتري عليهم .هناك من يطلبون المال مدعين الفقر او المرض .نقي السريرة يقع ، الطيبة قاتلة و الاحتيال سيد المواقف احيانا …اما الخلافات السياسية التي تشعل حروبا و مناصرين لكل من المتخاصمين بالكلام النابي و الشتائم ،كل يناصر زعيمه ، بينما الزعماء في النهار متخاصمين و في لقاءتهم الخاصة اصدقاء و احباب ..اما الجدال في الادياء من جهال لا يفقهون الدين … قافلة التجاوزات لا تنتهي …

 

ملفينا توفيق ابومراد

لبنان 🇱🇧

2023/5/13

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى