جمرات آذار بقلم عيسى الشيخ حسن
هذه جمرات آذار
آذار الذي أعرفه
آذار في الحساب الشرقي
البرد
والناس
والعشب
.
لا يبكي العشب كثيرًا
لا يضحك الناس كثيرًا
لا يستيقظ البرد مبكّرًا
وبالأمس سلمت على العشب والمطر
كانا صديقين شجاعين
يتهامسان دون خوف
على الرغم من الرعد
والكرة التي ظَلّت في الحديقة
والسماء التي كانت أمًّا
قالت لنا جميعًا: “يا الله ع البيت”.
المطر غار في الأرض
وأنا عدت إلى القصية
والعشب وحده ظلّ هنااك
يسدّد الهواء على كرة نائمة
.
الآن تمطر
والسماء تقول لي “ع البيت”
غير أنّها تمطر
والعشب وحيدًا يركض
أسمعه: “مطر مطر عاصي
طوّل شعر راسي”.
شعر راسي
الذي صار عشب الحديقة
يضحك الآن
وأنا أبكي
ليس للشيب الذي أيقظني
من غفوة الشباب
ليس للبرد الذي جمّد ضمائرنا
والمدينة وحيدةً تمطر بالقذائف
ليس لآذار الذي نام في الحديقة
ليس للعشب الذي يخاف من وداع المطر
ليس لأهلي الغائبين
ليس للناس يدعون للمدينة في القنوت
وهم يتجشؤون
وايضًا ليس لأمي التي قالت لي “ع البيت”
ولم أجدها
.
أنا الآن أبكي
للمطر الذي تركته هناك
وحيدًا
هذا المطر الذي أراقبه منذ يومين
لا أعرفه