جنون المعصية بقلم الاستاذ حسين برادعي افضل نص ادبي فئة (المقال )بسنة 2017
“جنون المعصية” /مقال/
في هذا اليوم لربما أدركت أن هذه الحياة هي مجرد طاعة..
طاعة الرب،طاعة الأسرة،طاعة المجتمع طاعة،المعيشة،طاعة الرغبات.
وأني لاأستطيع إتخاذ إجراء خارج عن إيطار هذه الطاعات،وإن أردت إتخاذ إجراء خارج عن هذه الطاعات،فأنا واثق أني،سأكون مجبرا على تأديت طاعات أخرى لا أعرفها،ولا أود ذلك.
لست خائفا من التمرد على طاعاتي،ولا المجهول يمنعني من التمرد،ولكن في اعتقادي أن هذا أفضل مماسيكون،فلا أريد أن أمضي العمر بين وديان التجارب
وأنا أملك تجربة ربما هي ناجحة إعتمد ويعتمد عليها تسعة وتسعون فاصلة تسعة بالمئة من الذين زاروا الأرض على مر العصور.
لكن هذا الرقم لايكفي لردع نفس تأمر بالسوء،ولالتغير فكر تجاوز غلاف الأوزن،
وركلة الكواكب أهدافا في مرمى الشمس،وجعل من النجوم قلادة تزين عنق حبيبته،وهذا ماأسميه (جنون المعصية)،وما يدل على وجود(جنون المعصية) إنطلاق اللسان بكلام تابع لتفكير مسبق غير ممنهج..!
حيث أني أرى جاري في الحي يشتم ويصرخ ،وقد بدت عليه علامات الغضب والإستياء،أقترب منه لأهدئه وأسأله ماالذي أغضبه،فأول كلمة يقولها (مللت)
من هذه الحياة،ثم سقمت من الزوجة والأولاد كرهت العمل كل يوم ذهابا وإيابا كأنني خادم،وقبلما أن أتفوه بحرف واحد يثور علي ويقول إغرب عن وجهي أنت الأخر!!،الغريب في الأمر أني أراه في صباح اليوم التالي أمام منزله بكامل قواه الجسدية و(ربمااا)الععقلية مع ابتسامة عريضة تملأ وجهه،وبنشاط يغذي روحه مندفعا منطلقا إلى عمله بحب وشغف مترنما متمتما منطربا مع (نانسي) “الحياة حلوة”،كما أراه عصرا يصتحب زوجته وأولاده في نزهة بكل سعادة،وفرح،وحب،ومودة،ووئام،واحترم،وأمل،وفخر.
لطالما فكرت في الأمر كثيرا وقلت أن هؤلاء الأشخاص مجرد فئة نادرة من المجتمع،ولكني توسعت في هذا الأمر حتى وجدت نفسي بينهم لاشعوريا أبيت على جنون المعصية،والتمرد، وأصبح على رضى النفس،والطاعة!!.
لجنون المعصية أشكال كثيرة:
“جنون المعصية عند الطفل”
كما نعلم الطفل دائما يرغب بأشياء كثيرة ويمتنع عنها من قبل والديه حينها يشعر بالحزن على اعتقاده أن والديه مخطئان في منعه عن بعض رغباته،فيخالفهما بسوء تقدير منه،وبالمقابل هو من يتأذى ،ووالداه يتضرران..!
كما أن هناك جنون المعصية لدى الشباب،وجنون المعصية لدى المرأة،وجنون المعصية لدى الجميع،ولكن دائما يوجد المحفز ويوجد بالمقابل مايردع،ولإكتشاف الحقيقة لا يكلفنا الأمر سوى الجلوس بضع دقائق أمام المرآة(إن تذكرنا ذلك).
–حسين برادعي–