جيجل تحتضن الفنانين التشكيليين في الصالون الوطني للفنون التشكيلية
عاش محبوا الفن التشكيلي و على مدار ثلاثة أيام فعاليات الصالون الوطني للفنون التشكيلية في طبعته الثانية ،بمشاركة ستون فنانا تشكيليا مثلوا مختلف المدارس الفنية، حيث تأثث بهو العروض بدار الثقافة و الفنون عمر أوصديق بمجموعة من اللوحات التي كانت تحاكي واقعا أراده الفنانون مغايرا لما يعايشونه ، من جهته مدير دار الثقافة السيّد ” عبد المجيد قندوز ” أثنى على الدور الذي يقوم به الفنانون من أجل تفعيل الساحة الثقافية بعديد الأعمال ، كما شجع المهتميــن بالفـــن محليـــا للاحتكاك بالفنانين الوطنييــن و كــذا تبادل الخبــرات و التجارب بين الفنانين المواهب و القامات الفنية .
امتزجت اللوحات بين واقعي و تجريدي و انطباعي لتتعدد اللوحات حسب المواضيع المختارة و التي تمحورت جلها حول الوطن خاصة و الفعالية أقيمت احتفاء بالذكرى السبعون لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، و لتبقى استثناء اللوحات تلك التي تحاكي القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الأهم على الإطلاق ، تنوعت اللوحات ليجمع الكثيرون أن لوحة ” أنقذوا غزة ” للفنان التشكيلي عبد الجليل زروال من ولاية خنشلة سيّدة اللوحات حيث تداخلت فيها التقنيــــــات بيــــن الواقعــــي و التجريدي فقد جسد الفنان اللوحة في شخصية امرأة جميلة جمال غزة ، بعينين براقتين صافيتين صفاء بحرها و سماءها تتميز بنظرة قوية ، لتشدك ناصيتهـــــا بدقتها حيث رســــم عليها الدمــار و الخراب الــــــذي آلــــت إليه غـــزة بعــد الحرب و العدوان، امراة تتوشح بالكوفية في إشارة الى الاعتزاز بالتراث و الهوية .
غير بعيد عن غزة جسد الفنان التشكيلي أحمد خليلي من ولاية سكيكدة لوحته الموسومة ب”حمامة السلام ” بتقنية المنمنمات حيث أتاح للجمهور الفرصة لاكتشاف القدس و هي تتبوأ هذه التقنية الاسلامية، كعنوان لكون فلسطين أرض اسلامية تتزين بكل الزخرفات و النقوش التي زادتها رونقا و جمالا.
عاد إلينا حنظلة من خلال لوحة للفنان الخطاط محمّد حشايشي من ولاية المسيلة الذي أراد أن يعرفنا بحنظلة و الذي أوجده الفنان ناجي العلي و جعله مستديرا في إشارة إلى عدم رضاه على ما حدث و يحدث في العالم العربي و فلسطين بالتحديـــــــد و بقي هكذا غير مبال حيث قال على لسان صاحبه أنه سيبقى مستديرا إلا أن تتحرر فلسطين و ها هو اليوم و بعد مرور سنوات على وجوده مازال يرحل و يرتحل في أعمال الفنانين و لم ير أحد بعد وجهه . فكم من الوقت سيمضي لنرى حنظلة و هو يلوح بالنصر في أعمال الفنانين .
و غير بعيد عن القضية بل و في صميمها يأخدنا الفنان التشكيلي الجيجلي داود بن شاريف إلى لوحة جذور فلسطين حيث اعتمد تقنية الفلين الفريدة اذ اعتمدها الفنان لتتميز لوحاته و منه الشجرة الضاربة جذورها في أعماق الأرض في إشارة إلى تجدر الشعب الفلسطيني بأرضه وتمسكه بأغصانها التي تربع عليها القدس على العرش .
الفن و بكل دروبه يسعى لخدمة القضايا و منه الوطن و الاعتزاز به و بهويتنا العربية الاسلامية، فكل جسد آماله و تطلعاته لغد أفضل ، غد تسطع فيه شمس الابداع و يزهر فيه التميز و الرقي و تبقى جيجل الحاضنة لمختلف الفعاليات التي تسمو بالفن و تمجده.
ثنون مريم