” جَلَسَتْ بِقُرْبِي ” بقلم الشَّاعر الأديب / محمد عبد القادر زعرورة
………………… جَلَسَتْ بِقُرْبِي …………………
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …
جَلَسَتْ بِقُرْبِي جَمِيْلَةٌ بِحَدِيْقَةٍ
نَظَرَتْ إِلَيَّ وَنَظْرَتِهَا إِعْجَابُ
وَتَفْدِيْنِي الْصَّبِيَّةُ إِنْ أَحَبَّتْ
كَمَا أَفْدِيْهَا وَيَحْجِبُهَا الْحِجَابُ
هَوَتْنِي وَكَانَتْ قَدْ سَقَتْنِي
مِنَ الْزَّهْرَيْنِ شَهْدَاً يُسْتَطَابُ
رَحِيْقُ الْزَّهْرِ كَانَتْ تَسْقِنِيْهِ
مِنَ الْأَزْهَارِ مَنْبَتُهَا الْهِضَابُ
وَتَقْطِفُهَا الْصَّبَايَا بِاشْتِيَاقٍ
تُشَمْشِمُهَا وَتَهْدِيْهَا فَتَرْقُصُ الأَهْدَابُ
جَلَسَتْ بِقُرْبِي وَابْتَسَمَتْ مُصَبِّحَةً
فَقُلْتُ لَهَا يَا حُسْنُكِ الْجَذَّابُ
صَبِّحْ عَلَيَّ وَأُخْبِرُكَ بِحَقِيْقَتِي
صَبَاحُ الْخَيْرِ أَزْهَارٌ شَرَابُ
صَبَاحُ الْخَيْرِ لِلْبَدْرِ الْمُنِيْرِ
أَإِنْسٌ أَنْتِ أَمْ قَبَسٌ شِهَابُ
وَعَيْنِي مَا رَأَتْ قَبَسَاَ جَمِيْلَاً
يُصَبِّحُ في الْطَّرِيْقِ وَيُسْتَهَابُ
ضَحِكَتْ وَقَالَتْ يَا حَبِيْبُ طُفُوْلَتِي
أَنَسِيْتَ لَيْلَىَ وَيَذْكُرُهَا الْشَّبَابُ
عَشِقْتُكَ مُنْذُ أَيَّامِ الْطُفُوْلَةِ
وَحُبُّكَ يُسْعِدُنِي وَقَلْبُكَ الْغَلَّابُ
جَمِيْلُ أَنْ تَرَانِي وَأَنْ أَرَاكَ
وَيَعُوْدُ لِلْزَّمَنِ الْجَمِيْلِ شَبَابُ
أَذَكِّرُكَ بِقُبُلَاتِي الْجَمِيْلَةِ حِيْنَهَا
بِحَدِيْقَةِ الْدَّارِ وَتَشْهَدُ الْأَعْشَابُ
وَتَشْهَدُ وَرْدَةُ الْجُوْرِي هَوَانَا
وَتُغَنَّي لِي وَتَمِيْلُ بِي إِطْرَابُ
وَتَطْلُبُ مِنِّي قَطْرَةً مِنْ شَهْدِكَ
لِتَفُوْحَ عِطْرَاً وَيَنْسَكِبُ الْشَّرَابُ
وَتَسْكُبُ مِنْ زُهُوْرِهَا مَاءَ وَرْدٍ
فَتَزْهُوا عُيُونُهَا وَتَشْرَبُ الْأَحْبَابُ
وَتَسْقِيْنَا مِنْ مَاءِ الْزَّهْرِ كَأْسَاً
لِتَرْشِفَهُ شِفَانَا وَتَبْرُقُ الْأَنْيَابُ
وَيَنَالُ نَابِي مِنْ وُرُوْدِكِ قُبْلَةً
وَيَبْرُدُ في فُؤَادِي الْإِلْتِهَابُ
وَأَرْشِفُ شَهْدَهَا حَتَّىَ الْثُّمَالَةِ
تَتَنَاوَبُ الْأَنْيَابُ نَابٌ ثُمَّ نَابُ
وَتَرْتَوِي رُوْحِيَ مِنْ عِشْقِ الْصِّبَا
وَيَغَارُ مِنِّي الْوَرْدُ وَالْأَتْرَابُ
……………………………….
كُتِبَتْ في / ٢٨ / ١١ / ٢٠٢٠ /
… الشَّاعر الأديب …
…… محمد عبد القادر زعرورة …