القصة

حب أم خيانةأم أحلام……. بقلم محمد حسينو

في يوم كئيب المنظر مكفهر الواقع هبطت من شقتي ممسكا بعصاي هاربا من النق والنقيق بين الام والاولاد
وصراخ وعويل الصغار فاليوم عطلة والكل مجتمعون ورائحة الطبخ تملأ الاجواء
تنفست الصعداء وكنت كطائر تحرر من شبكة الصياد
مشيت أتتلطع في وجوه الناس كأنه لي دهرا
لم أغادر الشقة
ومشيت لاأدري إلى أين المسير ساقتني قدماي الى حديقة عامة على أطراف المدينة لأول مرة أراها
أغمضت عيوني وقلت في سري إن عصاي التي أتوكأ عليها سترشدني إلى مكان جلوسي
سرت يمينا ويسارا وهكذا دواليك حتى أرتطمت بشيء لدن مع كلمة أأأخ
فتحت عيوني لأرى إمرأة تفرك قصبة رجلها وتنظر إلي بعطف لأنها حسبتني أعمى
إعتذرت وطلبت موافقتها للجلوس على المقعد
فوافقت
كانت تلبس أسودا وتتلف بخمار خمري مائلة للبياض تلبس نظارة طبية تحت عيونها سواد يدل على التعب وشدة تحمل
تصورتها كوردة جورية مغلفة بالسولفان
فجلست ولكي أبرر الأصطدام بها حكيت لها ما حصل إبتسمت وقالت: حصل خير
شربت سكارتي الأولى والثانية دون حرف بيننا
كان معها جريدة تنظر اليها كل برهة وبعدها تسرح بتفكيرها لا أعلم إلى أين
بعدها قامت مستأذنة وكلمة وداع
في اليوم الثاني وبنفس الموعد لاحظت إني قد لبست ثيابي ونزلت إلى نفس الحديقة ونفس المقعد
طلبت الجلوس ووافقت فجلست وفتحت كتاب معي وصرت أقرأ به ومر حوالي اسبوع على نفس المنوال
في يوم هطلت زخة مطر ففتحت مظلتي وطلبت منها الأقتراب لتفادي المطر
إقتربت وتلامس فخذينا عندها احسست برعشة كهربائية في جسدي لم احس مثلها في
حياتي وكأنها أكسير وترياق شفاء
توقف المطر وأستأذنت ومشت بعد السلام
عدت ألى البيت ولاحظت إن مفاصلي خف فيها الألم وتيبس ظهري قد زال وأني افضل من قبل
وفي الغد رحت أبكر معي ترمس قهوة
لقيتها في نفس مكانها صببت لها قهوة وقلت:
تفضلي يا وأدركت عفوا أنا أسمي محمد فما أسمك انت ابتسمت وقالت:
أنا لي ثلاثة أسماء الرسمي أميرة وفي البيت أمورة وبين المقربين ليلى
ابتسمت وقلت : إذن ليلى
من هنا كانت فاتحة الحديث كل حكى همومه ومشاكله وصعوبة هذه الأيام وكيف إن زوجها مريض بمرض لا شفاء منه وإن ذلك يجعله صعب المراس عصبي وسليط اللسان
وان هذه الفترة في الحديقة هي فسحة واستراحة مقاتل قبل النوبة الثانية
وتطورت صداقتنا وحواراتنا وكنا عندما نبرد نتصافح لندفأ
وفي أحد الأيام ونحن نتناقش أخرجت قلمي ودفتري وصرت أكتب سألتني:
ماذا اكتب
قلت : أكتب خاطرة حتى لا أنساها
بعد أن إنتهيت طلبت مني أن أقرأها لها
قلت اسمعي إذن:
أنت فقط حبيبتي
أنت حبي وغرامي
أنت اميرتي وهيامي
حبك أماتني ثم أحياني
في غرامك دابت أحزاني
ورحلت كل أمراضي
في عشق شفاهك مرامي
أنت الأولى التي كسرت أقفالي
والأخيرة لأنك مزقت دفاتر عناويني
في محرابك أبتهل وأصلي
أنت لا قبلك أو بعدك سيثير جنوني
ألا يكفيك إنك عقلي ووجداني
صاحت : يااااااااه هل أنا كذلك أبعد الخمسين أحب وأعشق لكنك غلبتني
اسمع إذن :
أنت من حررني من ألامي
أنت معه أنسى نفسي
أنت لك عيوني وأنفاسي
أنت بفضله أورق خشبي القاسي
وارجعت الصبا والحياة لقلبي
ألا يكفيك بأنك لب عيوني

بعدها اصبحت قبلاتنا هي تلامس ايدينا
وبوح حبنا رقرقة عيوننا ومرت ايامنا في الشتاء كالربيع في وقته
وفي يوم لم تأت ثم الأخر لم تأت
مر أسبوع ثم أخر ثم شهر ثم شهر لم تأت
ولا زلت في الأنتظار
كأني كنت في دنيا الأحلام وعدت للواقع

8/10/2020
بقلمي *محمد حسينو*سورية

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. Greetings from Los angeles! I’m bored to death at work so I decided to check out your site on my iphone during lunch break. I enjoy the information you provide here and can’t wait to take a look when I get home. I’m shocked at how quick your blog loaded on my phone .. I’m not even using WIFI, just 3G .. Anyhow, superb blog!|

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى