حصة “ركن النساء”
حصة “ركن النساء”
الحلقة الثانية
فتيات ينزعن الحجاب ويتبرجن بالموضة
لا يعتبر الخمار أو الحجاب في ديننا غطاء لسترة عورة المؤمنات المسلمات ، بل هو رمز للثقافة الإسلامية، يعبر عن حياء وعفة المرأة ، يوحي للناظر الصفاء والطمأنينة ، لكن مع موجة الغرب ونزوح المفاهيم الدخيلة علينا أبت الكثير من الفتيات الحفاظ على خمارهن وارتأين إلا نزعه إرضاء لغرورهن ، مع أن بعضهن تحت الإصرار والإجبار يضطرن للكشف عن عوراتهن. لضمان سيرورة الحياة مع أنهن مسؤولات عن ذلك دون نيسيان دور الوالدين في ترسيخ حب السترة.
في زمن “الآي الآي والواي واي” وصل هوس الموضة عند الجنس اللطيف إلى الذروة في مبادئهن ومعتقداتهن ، فيعملن عن محاكاة الغرب من نجمات عالميات ومشاهير السينما في طريقة كلامهم ومشيتهم وحتى لبسهم ، ولو إقتضى الأمر نزع الخمار فالحجاب ، فتجدهن كاسيات عاريات يقمن بإطلاق العنان لمخيلاتهن ، فيتخلصن من هذا الخمار الذي أصبح عائقا في سبيل إتباع آخر الصيحات ، غير آبهات لنظرة المجتمع لهن، وكأن هذا الحجاب مجرد موضة يرتدينه لإرضاء أهوائهن في فترة ونزعه بعدها .
وفي هذا تقول أمينة 25سنة التي إلتقينها أمام محطة الترامواي أنها رفضت إرتداء الحجاب ، لأنها ليست مقتنة به بعد ولا تريد أن تضعه إتباعا لوقت أو موضة معينة كحال صديقتها التي وضعت الحجاب لأشهر معدودة ليس حبا وإقتناعا به، بل لإرضاء غرورها و الظهور بمظهر مغاير لتمل منه في الأخير وتنزعه بالكامل، في حين تقول أسماء 32سنة أن الحجاب بالنسبة للفتيات أصبح مجرد رداء يتم التخلص منه متى أردن ، وفي هذا النطاق إستحضرت لناقصة لإحدى قريباتها التي إرتدت الحجاب عن قناعة إقتداء بأمها المتحجبة ، لكن بدأت مع الوقت تحاول تقليد صديقاتها وذلك بإرتدائه عبر إظهار مفاتنها إلى أن تخلصت منه عامدة إلى التغيير رغم ما واجهته من إنتقادات من عائلتها ، إلا أنها أصرت على ذلك.
وكثيرات هن اللواتي أجبرن على مخالفة مبادئهن ومجاراة التيار المعاكس بإظهار عوراتهن، راضخات لا حول لهن ولاقوة ، يرضين هذا وذاك ، ناسيات أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وخديجة التي صادفناها أمام حديقة التجارب واحدة من هؤلاء اللواتي إعتقدن أنه على الزوجة الدخول تحت كنف زوجها ، والإبتعاد عن كل ما يزعجه حتى ولو كان مجرد خمار ينزع لإظهار البريستيج أمام الناس ، وفي هذا تقول أنها كرهت نظرة زوجها إليها يتعال نظرا للفارق الإجتماعي الكبيرة بينهما ، وإلحاحه على نزعها للجلباب والإكتفاء بحجاب عادي يتماشى مع تداعيات العصر ولكنه تمادى ليطلب منها نزعه نهائيا أو الزواج مرة أخرى.
أما سميرة 26سنة فخيروها بين نزع الحجاب أو الطرد من العمل فأختارت نزعه قصد جلب لقمة العيش ، في حين يبقى أخريات متمسكات بدينهن غير آبهات لما يفرضن عليهن.
وفي الأخير لا يزال الأولياء غائبين عن إرشاد نسائهن وبناتهن إلى الطريق الصحيح الذين أمرنا به الله و الرسول صلى الله عليه وسلم.
منقول