حوار: الشاعر علي الركابي في ضيافة نحو الشروق
من خلف أسوار مدينة أوروك العظيمة ،و قلاع لارسا الشامخة
من بوابة عشتار الخالدة ، متوشحاً رداء أنكيدو وممتشقاً سيف جلجامش،ينشد أجمل الألحان على أوتار قيثارة عشتار يحلُّ ضيفاً علينا ، في باحة صحيفة نحو الشروق الجزائرية الشاعر الشعبي العراقي علي الركابي فأهلاً وسهلاً ومرحباً به
س/كل مايقال عبارة عن حكاية عابرة ومايقوله الشاعر عبارة عن رسالة خالدة وقبل أن نتعرف على رسالتك ،نود أن نتعرف أولاً على الهوية الشخصية للشاعر علي الركابي
ج/علي عطا گويطع الركابي
العراق، محافظة واسط ،قضاء الحي ،
تحصيلي الدراسي بكلوريوس في الاعلام قسم الصحافة. شاب عراقي عاش بين مطرقة الوعي وسندان اللاوعي
س/لكل مجتهد ثمرةَ عمل فما هي أبرز ثمار جهدك على الصعيد الأدبي؟
ج/ثمارجهدي حب الناس ،وهذا شي كبير جدا ولا يثمن بالمال
أميلُ الى تصوير وترجمة مواجع الانسان الحقيقية بدون رتوش ،
الثمرة الحقيقيةهي المعرفة والاطلاع على قلاع الحياه من مكان مرتفع،
فهمي للواقع بجدية نتج عنه
مولودي الاول الذي اسميته (نهر گلگامش) ديواني الاول المطبوع
س/في مسيرة الشعر الشعبي العراقي هناك مراحل عديدة ولعل أبرزها في حقبة السبعينات من القرن الماضي أمثال مظفر النواب ،وعريان السيد خلف ،والشاعر ذياب گزار رائد الأغنية العراقية الحديثة بمن تأثّرت وهل اتبعت إسلوب معين أم لك طابعك الخاص في صياغة النص الشعري
ج/طبعاً تاثرت بكل قصيدة جميلة بكل قصيدة تسمو بالانسان كل قصيدة تغنت في حب الوطن والناس
ولا اخفيك سراً ان المجدد العظيم مظفر النواب هو الصانع الاول للقصيدة العراقية الرصينة وكل ما كتب هو قصائد على خط النواب
اما تاثري الحقيقي فكان في ذياب كزار (ابو سرحان) أراه مبتكراً مساحة خاصة به ولون مميز بتكوين التركيبة الصورية الشعرية العظيمة ترك اثراً كبيراً على روحي الشاعرة و اعترف أنه صاحب الفضل على قصائدي و عرفت كيف أكتب من خلال تلك التجربة
س/طابع (الميتافيزيقيا )أو ماوراء الطبيعة يستخدم كثيراً في نصوصك الشعرية ،هل لك رؤيا معينة في استخدام هذا الطابع مع الإستشهاد ببعض النصوص لطفاً
ج/للاسف نحن نعيش وفق رتم تاريخي وايديولوجي معين متراكم من الدين والعرف الاجتماعي بحيث صنع اطار ضبابي بين الانسان والخالق. الدين وجد من أجل الانسان ..لكن ارباب الاديان لاتحبذ هذا الشي لكونهم يعتبرون الدين عبارة عن قوانين واجبة التنفيذ دون الإنتباه الى المغزى الحقيقي لتلك القوانين ،ولايرون أن تلك التعاليم السماوية الا بأعينهم فقط
ويدسون السم بالعسل
هل يعلمون أن الله هو الحب، هو الجمال، هو اللطف، لكن ادبيات الاديان تحاول أن تحد من تلك التعاليم لصالحهم ولايعلمون أن الله للجميع
احاول اضع اسقاطات معرفية جمالية في القصيدة لجعل المتلقي يستقرا ان الواقع مغاير جدا لما نؤمن به فكان جهدي أن أنقل جميع صور الحب في الوجود الإلهي كما تلاحظون في تلك الأبيات والتي يعتبرها البعض تمرد على القدسية الإلــٰهية
إبتداءاً من نهر گلگامش
الرايح على شفافچ أغنّي
أتوضى من نحرچ قصيده
للوطن للناس
للحب للأمل
وانحاء من عرش الله المقدّس
لغار نهديچ أصلي
ولاوحي غيري نزل
الروح بين إيدچ مسلّه
آنه كل ما اثمل بدورة عيونچ
الگه گلبي يصلّي بيچ
س/لديك تعريف خاص للشعر كما علمت!
أنت لاتوافق على تعريف الشعر على أنه وزن وقافية ! بماذا تعرّف الشعر ولماذا؟
ج/الشعر رسالة سامية انسانية بحته يرمم ماشوهته الطبيعة هو مستشفى روحي يعالج الانسان من كل تراكمات الحياو وخيباتها وخساراتها وكلام ان الشعر كلام موزون ومقفى هذا التعريف خاطئ من وجهة نظري الخاصة
لان الشعر هو الإلـٰه الذي يخلق روح جديدة وجع جديد ارهاصات متنوعة في النص كيف ان يكون كلام
(الناس يتكلمون الشعر..اما الشاعر يتكلم اللغة بإسلوب خاص)
س/استخدامك لإسلوب النص المفتوح مع الاِحتفاظ بوزن القصيدة هل هو إسلوب حديث كما سار عليه المجددون في قصائد التفعيلة أم أنك تعتمد المساحة لتوضيح الصورة دون عناء؟
ج/الشعر شعر أين ما وجد سواءاً بالنص المفتوح او العامودي او اي لون شعري آخر
لكن القريب الى الروح هو النص الحر او التفعيلة لكونه يتحمل الفكرة والطرح المغاير كوني اكتب العامودي والنص الغنائي
اما اسلوبي الهيكلي او القالب فهذا الشيء اعتقد ولو شي بسيط اني أملك لوني الخاص
وهومغاير عن التجارب الذي سبقت وهذا متروك للنقاد ان كان هناك احد يمتلك ادوات النقد الاكاديمي في الشعر العراقي
وللاسف كل من يفكر ان النص الحديث او القصيدة التفعيلة سهلة فهو واهن
القصيدة تحتاج الى دراية ومعرفة والمام كبير والبحث عن لغة تشابه الفكر التي تكتب
س/الشاعر علي الركابي حصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة ،ولكل صحفي رسالة كما يفعل الشاعر فأين تضع الرسالة الأدبية في هذا الإختصاص؟
للأسف ياسيدي العزيز
نحن نعيش في عصر يخالف مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب لأسباب خاصة
عملت صحفي اكتب بعض المقالات السياسية لكن وفرت جهودي للصحافية الأدبية والفنون الشعبية كما اشتغل حاليا ضمن هيئة تحرير لمجلة عراقية
احاول أن أسلط الضوء على الجمال وأمقت كل القبح الذي يمارس في الادب.
س/الوجه المظلم للنص الأدبي أو مايسمى بـ(السوداوية)في المصطلح الدارج
أين أنت منه وهل إحتوت نصوصك الأدبية على هذا النوع من الرؤيا مع الأمثلة لطفاً ؟
لديّ الكثير من الالتفاتات السوداوية وليست من خيال شاعر لكنهغ واقعية بالنسبة لي كوني اعيش في العراق ومررنا بحوادث كثيرة لاتصدّق فنتج هذه المحن جملة من النصوص (السوداوية)
أذكر منها …
(روس اطفالنا نفاضة الحاكم
وعصافير الصبح غربان
فوگ الروس يتمشون )
غيم يشرب ناس يتقيأ مطر عالباب
كل قطرة مطر جثة
كل جثة تطيح بلون رازونة
طفل يضحك على الشرفة
صلخوا جلدة ومخلي عباية
اطرز امتونة
يطاير غبار الگاع
يتحول عناكب موت مجنونة
والشرطي الوگف عالبالب جاع وياكل عيون
والسيد اباب المسرح بسبحة يطش عالناس
على وجه السما عالكاع
جمجمتك بصمون
والكثير ….لربما من شاء منكم أن يطلع عليها في ديواني المطبوع وهناك نسخة منه على الأنترنيت تحت عنوان .(.نهر گلگامش )
س/هل كتبت النص الغنائي؟
وهل سبق وأن تعاملت مع ملحن ؟
وهل تغنى بعض المطربين بكلماتك؟
ج/نعم لي أغاني كثيرة
لفنانين عراقين او عرب
فنان سعودي فهد ناصر غنى لي اغنيه اسمها (عايش وحيد )
الملحن والمطرب( حسين الحجار) لي معه اكثر من ستة اعمال
الملحن والمطرب( احمد الاسطى.) غنى لي والكثير غيرهم مايسعني اكتب كل الاسماء لضيق المساحة
كلمة أخيرة لجمهورك نختم بها هذا اللقاء الجميل
شكرا لك دكتور عدنان اولاً على هذا الحوار الأكاديمي الممتع
شكرا لكل القائمين على هذه النافذة العربية المهمة
شكراً لكل أعضاء وأداريي الصحيفة
شكر خاص لرئسية الصحيفة الدكتوره عبلة لفتاحة
تحية حب لكل الشعوب العربية وللشعب الجزائري وللعاملين على صحيفة نحو الشروق كادراً ورئيساً
ويارب التوفيق الدائم لكم.
حاوره الناقد الأديب د. أبو احمد عدنان الكناني