حي سيدي الهواري بقلم :”إكرام لواري”📝
حديثنا اليوم عن حي (سيدي الهواري ) والذي يعد أحد أقدم الأحياء وأشهرها بولاية وهران عاصمة الغرب الجزائري المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، ولأن الشيء بالشيء يذكر فكلما ذكرت ولاية وهران يذكر الولي الصالح الإمام( محمد أبو عبد الله بن عمر الهواري) المولود سنة 750ه والمتوفى سنة 843 ه، وسمي الحي الذي يحتضن الضريح باسمه تيمنًا بعد أن تم إكتشاف قبره خلال عملية تنظيف واسعة النطاق بحسب ما ورد فى ملحقة الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية..حيث تم العثور على هذا القبر الذي يبلغ طوله مترين ويوجد بداخله صندوق منحوت بالحجارة المصقولة قرب حصن الجرس (لاكمبانا) بأعالي القصبة القديمة لوهران ليصبح معلمًا تاريخيًا ..وكل هذا بحضور مختصين بالديوان المذكور ومن المركز الوطني للبحث في علم الآثار للجزائر العاصمة وبمشاركة مؤرخين وأثريين ومهندسين معماريين وجيولوجيين ، مما يدل هذا على عراقة المدينة التي يعود تاريخها مدينة إلى ما قبل التاريخ.
وتميزت ولاية وهران في عهد الإمام سيدي الهواري بالازدهار التجاري الكبير ،الأمر الذي جعل الولي الصالح يهتم بتسوية كل الأمور والمشاكل ذات الطابع القانوني ، كما يعد ضريح الإمام سيدي الهواري وجهة تستقطب الكثير من الزوار من أجل طلب البركة من الله وهي عادة توارثها سكان مدينة وهران جيلًا بعد جيل ، أما الوصف المعماري للضريح فقد شيد الضريح بطراز تركي عتيق تعلوه قبة ومنارة ، وتزوره يوميًا النسوة ولاسيما العجائز اللواتي يلتمسن منه البركة باعتباره أحد الرجال الصالحين الذين سخروا حياتهم في الذكر والعبادة ودعوة الناس ونصحهم
ومنذ قديم الزمان وإلى يومنا هذا لا يزال حي سيدي الهواري يحتفظ بنكهته العربية الإسلامية العريقة الممزوجة ببقايا من الثراث الإسباني ويحكي قصته لكل من يجوّل فى شوارعه ويتصفح معالمها.