حي على الوطن للكاتب // محمد الحاضر
حي على الوطن..
ملعونة تلك الدروب القمئة التى ظلت تدفع بظلال لا يعرف لها نسل تقذف بهم من اللا صوب وتعجل تكاثرهم فقط من أجل أن تخنق بقعة الضوء الوحيدة التي أزهرت في النبض قبل أن نغاصن التمييز فكانت شمس المجرة وقمرها ونجومها التي تغازل النزع الاخير في أغصان الوجود والتي كنت أستميت في الدفاع عنها وشوشتني أصغر ذراتها أن حبا آخر تم له الإخصاب صناعيا كان يزاحمني بدموغرافية مريعة حيث كانوا يتكاثرون من العدم كجرذان المجاري تلتمع في أعينهم صلبان الخيانة وفتات الموائد الاثمة سدوا الدروب حولها وحيدا كنت مصرا على الوصول فتشت عميقا في ذاكرة الطين الصدئة علي أجدما يسعفني فتعثرت بطيف فكرة عجوز بالكاد تكاد تتنفس وقد تراكم عليها غبار السنين مفادها إتبع خطوة الضوء ولا تخف ربت على غربتها في حنو العاشقين فتبسمت كثعلب ونظرت بعين واحدة الى قطعة مرءاة صغيرة كانت أمي تركتها لي في ثنية القماط لأنها كانت تعتقد بأنني جميل جدا تأوهت تلك الشمطاء كأنها تكابد المخاض قلت ما بك فبغبغت أحتاج ماء ساخنا وأنشبت كلاليبها المرعبة في ذراعي تعرقت كثيرا وهي تحكم قبضتها على مسارب النبض وتأوهت ما أمر الغربة في زمن الزحام منذ زمن وأنا مهجورة في هذا القبو وكأنني وباء قل من زارني في زمن الغثاء وصرخت بي خذها إبنة حلمتي اليتيمة بإذني ولن تندم ألصقتها بأصغر أظافري لأن البصر قد يزيغ أو يطغى قالت وهي تغمزني بعينها الواحدة وهمست لا نجاة بلا مرءآة..هرعت الى المرءآة أصوبها لذلك الضوء الصغير فإلتمعت السماء بنور بهي و قالت ضاحكة كن هادء عندما يحدق الخطر حتي تعرف كيف توجه مالديك من قوة أدرت ضوء المرءآة نحوهم فتقرمشوا كأوراق الخريف تحت سنابك جياد المحبة لتصدح مآذن النصر حي على الوطن.
ابن الحاضر.