إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

خاص بالمسابقة: خارطة الهدى بقلم: “ضمد كاظم الوسمي”

خاص بالمسابقة
بمناسبة المولد النبوي الشريف
خارطة الهدى
***
طالَ الْبُعادُ وَشَفَّنِي الْإِغْرامُ
فَبَكَى يَراعِيْ وَالْحُرُوفُ صِيامُ
*
قَدْ هاجَ ذِكْرُكَ في الْفُؤادِ شَميمَهُ
فَتَنازَعَتْهُ الرّوحُ وَالأَنْسامُ
*
هَجَعَ الْأَنامُ وَفيْ رُباكَ تَفَيّؤوا
وَأَرِقْتُ لَيلي وَالْحَجِيجُ نِيامُ
*
ضَجَّ الطَّوافُ وَرِحْتُ أَسْعى حائِماً
قدْ صدّنيْ عَمّا أَرومُ زُحامُ
*
ذَكَروكَ وَارْتَحَلُوا وَعَنّيْ أُرْخِيَتْ
أَسْدالُ رَوْضِكَ وَالْمُقيمُ يُلامُ
*
أَرْجُوْ فتُبْكِيْنيْ ذُنوبيْ حائراً
وَيَشُدُّني منّي إلَيكَ أَوامُ
*
ذَنْبي يُقّيّدُني وَيُرْعِبُنِي القَضا
فَيَلوحُ فيْ رَوعِ الجَنانِ صِدامُ
*
أَبْغِي الْجَميلَ فَقُبْحُ أَمْسيْ وَحْشَةٌ
رُوّادُها الْأَوْجاعُ والْآثامُ
*
لوقُلِّبَ التّاريخُ فيْ أطْوارِهِ
لا لمْ تَقُمْ إلاّ بِكَ الْأيّامُ
*
أَفَلا سَبيلَ الى أَحاديثِ النُهى
عَزَّ الْمَقالُ وَجَفَّتِ الْأَقْلامُ
*
رَجَّحْتُ رَأْيَكَ قالِياً كُلَّ الرُّؤى
حَتَّى أَقامَ صُروحَنا الْإِسْلامُ
*
أَنْتَ الشَّفيعُ الْمُصْطَفى وَالْآلُ بعْ
دُ بِحُبِّكمْ تُسْتَنْزَلُ الإِنْعامُ
*
يامَنْ بُعِثْتَ فَأَشْرَقَتْ بِعِقولِنا
أَنْوارُ وَحْيِكَ وَالنِّفاقُ ظَلامُ
*
كَيْفَ الْعُرُوجُ إِلى مَدارِ الْمُنْتَهى
فَالْقَلْبُ ظامٍ وَالفَضاءُ رُكامُ
*
لَوْ أَنَّنِي اسْتَقْدَمْتُ يوماً صَبْوَةً
يَرِدُ السَّرابُ وَيَهْرَبُ الْإِلْهامُ
*
هذا الْعَذولُ يَفُحُّ أَلْفَ وَلَيْجَةٍ
سوداءَ صَوبيْ تُطْلَقُ الْأَزْلامُ
*
ذَكَروكَ ما نَطَقَتْ شِفاهُ دُعاتِهِمْ
وَهَواكَ في قَلْبيْ قَضاهُ هِيامُ
*
حَتّى يَمَمْتُ حِيالَ يَثْرِبَ سارِياً
فَتَنازَعَ الْإِقْدامُ وَالْإِحْجامُ
*
أَحْجَمْتُ إِجْلالاً لِنورِ هُداكَ في الْ
أَرْواحِ إِذْ جاءَتْ بِها الْأَجْسامُ
*
وَتَوارَدَتْ آثارُ قَوْلِكَ بَاكِراً
حُبُّ النَّبِيِّ يُزِيْدُهُ الْإِقْدامُ
*
مَنْ زارَ قَبْرِيَ بَعْدَ مَوْتيْ مُخْلِصاً
قَدْ طَهَّرَتْهُ شَعائِرٌ وَسَلامُ
*
يا رَوضَ جَدْبيْ عِطْرُ وَرْدِكَ نَشْوَتيْ
وَحْيٌ يَئِمُّ صَلاتَنا وَإِمامُ
*
عاداكَ كُلُّ الْقاسِطِينَ مِنِ الْوَرَى
لَمْ تُثْنِكَ السُّفَهاءُ وَالْأَصْنامُ
*
فَرَسَمْتَ للْإِنْسانِ خارِطَةَ الْهُدى
وَالْمَرْءُ فِي الْقرآنِ لَيسَ يُضامُ
*
وَلَقَدْ سَأَلْتُ خَطا الْدُنا وَصَوابَها
كَيْفَ الْسَبيلُ إِلى الْحُقوقِ يُقامُ
*
وَتوَزَّعْتْ آراؤُهُمْ لكِنَّهُمْ
قالُوا بِمَنْ تُسْتَكْمَلُ الْأَحْكامُ
*
فَمَضَتْ تُرِيدُ دَواءَها مِنْ أَحْمَدٍ
إِذْ مَسَّها التَّرْهيبُ وَالْإِبْهامُ
*
الشاعر ضمد كاظم الوسمي
العراق

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى