إشراقات أدبيةالمقال

خالف تعرف( هموم ثقافية) بقلم الأستاذة فاطمة الزهراء بو لعراس

خالف تعرف( هموم ثقافية)


أفسحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة لكل الناس كي يعبروا عن آزائهم بكل حرية وهذا منتهى الديمقراطية وحرية الرأي ولكن وككل فكرة بناءة تستغل للهدم قيدت هذه المنابر الحرة ببعض القيود والشروط التي تردع المتعدّي على حدودالمعروفة والأدب كاحترام الخصوصيات والأديان والحريات؟؟؟؟
ومع احترامي الشديد للرأي الآخر بغض النظر ونكسة القلم عن كونه مخالفا وحتى خاطئا لفت انتباهي أن بعض الأقلام المحسوبة على الثقافة تستعمل هذه المنابر من أجل ( المخالفة والخلاف) لاغير، فليس لها رأي ولا موقف ولكنها تريد( وقف) تدفق الحياة وحبسها فيما تراه فقط وكأن ما يقوله أصحابها صواب لايحتمل الخطأ بينما مايقوله الغير خطأ ولا يحتمل الصواب أبدا.
والأدلة على ذلك كثيرة فقد تابعت بنفسي كيف أن بعض الأقلام كانت تهاجم بلا هوادة ناقدة وحارسة للأدب حتى إذا ما رمي لها عظم ( كرمت في ملتقى تافه أوالتقت مسؤولا لايحل ولا يربط)التهت وكفت عن اللهاث والنباح فما بالك لو كان نصيبها قطعة لحم؟
لذلك فالنقد من أجل النقد وخالف تعرف هو أسوأ بكثير من ( الشيتة) لأن صاحبه لا يعرف له موقف ولا يثبت له قرار،
وقد كان أحدهم ينتقد( رداءة الشعر والشواعر) ثم التقى بشاعرة انبهر بشعرها الأصفر المصبوغ فانقلب يدافع عن الرداءة بكل مالستطاع من باءة وأصبحت الرداءة بقدرة قادر حداثة (بشعر أصفر ولكنة باريسية )
كما أذكر أحدهم كان من المنتقدين لأحد الًوزراء حتى إذا فتح له مكتبه أصبح من الأصدقاء وبرع في نعت الناس بالغاشي وأنه وحده من العلماء.
لا يأمن الساحر انقلاب سحره عليه كما لا يأمن الخلاط أن يصبح كل شيء عصيدة مائعة ،يصعب عليه تذوق شيء فيها ولذلك نرى أن هذه الحريرة هي الغالبة الآن على الوسط الثقافي. فرغم الوضع المزري للثقافة يصر البعض على أن الأمر على مايرام ويكتبون بصفاقة عن المهرجانات الناجحة والملتقيات الرابحة؟؟
نحن نعرف جميعا أن الأمور ليست بخير لا في الثقافة ولا في غيرها وبدل الاجتهاد وترقية المجتمع تصر هذه الأقلام على استنساخ الرداءة وتكرير الطبعات الفاشلة من كل تظاهرة كما تصر أخرى على أن ماتقدمه ناجحا مع أنها تعرف فشله .
غياب أي مشروع ثقافي حقيقي في بلادنا لايجعل التظاهرات وإحياء المناسبات مشاريع ذات أهمية حتى بعض المشاريع الجدية التي سعى لها بعض المخلصين كان واقعها مخالفا ومخيبا للآمال.
لا ننكر وجود النيات الصادقة التي لم تشفع لأصحابها لأن النية وحدها لاتكفي
مايفيد ويغير في نظري ليس تغيير المسؤول بل المنفذ الفعلي للأفكار ووضع الثقة في الشباب مع تحميله المسؤولية عن نجاح أو فشل أي مشروع ثقافي
.قبل هذا وذاك لن نجني من الشوك العنب وأتحدى من يقول أن الثقافة بخير في بلادنا اللهم إلا ما هو مكتوب في تقارير مغلوطة أو منشور على المواقع في صور إن لم تكن مزيفة ،فهي مجرد ملح زائد عن الطعام إن كان هناك طعام فقد قضى عليه اللئام ولم يتركوا لأيتام الثقافة حتى الفتات.
فاطمة الزهراء بولعراس

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى