أخبار أدبيةأخبار وفنونإشراقات أدبيةالخواطر

خواطر يوزرسيف بقلم إدريس جوهري

 

إنها حياتي كلها ، تهتز تحت بشرتي ، تنفخ ألحان أغنياتي
الجديدة مثل القدوم من مكان آخر بصوت رائع ، مما يجعل
قلبي ينبض بإيقاعه الخاص يبحث عن الأمان والرضا
في عصرنا المظلم حيث تمتزج الظلال معا مع الليالي
الخرساء العمياء أنتم النور أنتم ملائكتنا سيمفونية
البراءة تفجر محيطات الرحمة ذاكرة قوية عميقة معه
في نيران الضعف والخوف من أطفال غرقى في النسيان
والإهمال المحاصر هناك حياة قديمة بلا رجوع لئلا يعودوا
هناك مرة أخرى نستأنف مطاردة الأشباح الذين يترددون
تحت قدميه الرقيقة الشفيقة للنعاس من المستحيل عدم
التفكير فيها مهما طال الليل لا يستطيع تحمل الرواسي
الشامخات وأنين الذكريات والآلام والمخاوف منغصات
الروح المهجورة التي تخلت عنها الأمومة المكبوتة ..
أتسمعني قالها الطفل الصغير يناديني ..!!
هل تسمع صوت الروح في شهيقي وزفيري ..؟؟
على هذا الصوت ملاك يوقظ الحنين هل تسمع صوت
الروح التي تصلي بإسم الحق تناجي الحب .. الأمان
الرحمة .. السلام .. الوفاء .. العدالة …؟؟
هل تسمع صوت القلب الذي يغني وينادي ، سيرورة
الحياة التي في كل وعي تتبرأ من نفسها …؟؟
هل تسمع صوت العقل الذي يرتجف ويتراجع
لهذا العالم المحتضر بفضل ظلم الرجال …؟؟
هل تسمع صوت صراخ النفس من الألم …؟؟
أنستني اسمي السداسي المليئ بالروايات تخرج من
هذه الصرخات والتنهيدات وهذه الدموع الساخنة ..؟؟
هل تسمع الأصوات الخالية من صراحتها
من صدقها من وفائها وصفائها …؟؟
في زاويته المظلمة والقاتمة يموت بلطف خفي ..
هل تسمع صوت الناي الذي لم يعد يثق فينا …؟؟
تنكرت الطبيعة للكاذبين المكذبين …
قل لي بربك من في محيط الألم هذا
سيغرق أولا في صمت اليتامى …؟؟
هل تسمع صوت سفينة الأحلام أو النجاة
غارقة في محيطات اللاشعورية …؟؟
قطع البوزل ممزقة مزقا مزقا في اللامبالاة ..؟؟
الأمومة المبكرة لنساء صغيرات في
تغيير فساتينها وإكسسوارات شوبينج
السيدات في قصور حريم السلطان
وجمهورية الأونلاين ، المهنة العظمى المقدسة
مغتصبة في أداء خدمات المؤسسة ووظائف الشركات ..
أين رعاية الأسرة ..؟؟ أنقذوا هذه الطفولة المنسية ..
فالزهرة والمريخ متنافسين متخاصمين في سباقات
حتى الثمالة ، لكن هذا الطفل لا يستطيع العيش بدون أمومة ،
في غمرة الزحام كؤوس من الحرمان ، في حضرة القساوة
تستمر الكآبة في همهمة البراءة شعور بالذنب تجاه هذه الأم
التي لا يعرف كيف يرضيها ومهما فعل أشياء دائما
في عينيها الكبيرتين تبغي الانضباط الزيادة في النجاح
والإتقان والصدارة بين النجوم التي لا يقدر عليها
ونشأ بين الخوف والرِّضاءِ وفقدان الثقة ، خَنادِق
شاسعات أمام ضوضاء الخلايا المكهربة حيث الأنسجة
صنعت متاهات معقدة مركبة مخدوشة ممزقة مضطرمة لا
تذوق معنى الحب والهدوء والسلام في مدينة البراعم الصغيرة ..!!
الطفل الذي ما زال في داخلي والذي نسيت عمره ، يعتقد
أن الوقت يمحو أخيرًا الكثير من الألم ، حتى الأمومة التي
كسرت قلبه المتفحم المتحول من خلال وضع هذه الكلمات
الآن على الورق الشفاف داخل كل العواطف المحمومة
التي أشعر بها على خدي ، تتدفق الدموع تتساقط بسلاسة
على وجهي إنها ابتسامة عتاب ونكران وامتنان ، نحو هذه
الحياة الشرسة التي فهمت معناها بشدة رغما عن أنفي
بتحرير عقله ، بطول صبره ، ربما بعد ذلك بقليل ،
أنا الطفل الآخر الضائع الراجع ، اتركني يا إنسان اهاجر
مع السنونو إلى غايا إلى أرض الملائكة والمحبة فالفضل
لسيد الأكوان ، لكني سعيد لكوني الرجل الذي أصبحت
عليه الآن … فهذه نسختي العذرية المقدسة

المراسل الصحفي: محمد وسوف

محمد محمود وسوف سوريا / طرطوس كاتب وصحفي سوري حائز على شهادات مختلفة في مختلف المجالات الأدبية والصحفية والثقافية تم تكريمه من محافظ مدينته السورية "طرطوس" كما أنه حائز على شهادة في الأيجاز الصحفي والكتابة الصحفية العربية من معهد الجزيرة الإعلامي كما أنه من المؤثرين ثقافياً وإنسانياً في الوطن العربي لعام 2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى