دراسة نقدية لخاطرة الشاعرة عبلة لفتاحة”حياة أنت تكتمل في داخلي” بقلم الناقد الأديب أبو أحمد الكناني
هفهف النسيم ،،
فداعب بأنامله
طرف ثوبي النرجسي دون حياء
يغازل جدائل شعري
ويتشاهق شذى عطري
يفتح الورد قلبه
فتزهر قصائدي فرحًا
ويهمس الندى
على أنسام وردية
تدللي أيتها الإستثنائية
لأعتلي عتبات الهوى
أتلو طلاسم العشق
و أتلعثم خجلا
تتبعثر أنفاس حنيني
لأستحضر ملامحك بدفء
وأصب عشقي بوريدك
لمستك حيث لا شيء،،!
فشعرت بدفئك يتسلل قرب وجدي
ليضم شعوري المترف
آآآه منك ،،
#حياة_أنتـ،،،، تكتمل في داخلي
،،
#عبلة_لفتاحة
#ملكة_الإحساس
الخاطرة هي ذلك النسيج الأدبي الذي يعبّر عن ما يخطر في القلب والعقل معا و تحاك كلماتها ببلاغة ، وتتصف بجمالها لكثرة الصور الفنية والتشبيهات البديعية والمحسنات اللغوية والإستعارات الإيحائية والكنايات التصويرية المستخدمة فيها
وفي قراءة نقدية لخاطرة من خواطر الدكتورة عبلة ملكة الإحساس نجد ذلك الكم الهائل من الإحساس الممزوج بالصور التعبيرية ذات الرسم الإيحائي وكأنها لوحة فنية رسمت بريشة فنان
في البدء تقول
هفهف النسيمُ ..فداعبَ بأناملهِ
طرفَ ثوبي
فهي تعامل النسيم كائناً بقوام وأنامل رقيقة يشبهُ تماماً فتى أحلامها وهو يملك إحساس كما تراه بقولها ..دون حياء ..
وهي تصف شعورها بأنها خجلة مما يفعل وتلومهُ على فعلتهِ ولو تصنعاً دون انفعال
ثم تقول
يغازل جدائل شعري
ويتشاهق شذى عطري
من الطبيعي أن يحس المرء بحركة النسيم وهو يحرك خصلات الشعر
ولكن
أن يكون لهذا النسيم حاسة شم فذاك أمر في غاية الإحساس
لامتزاج الحركة بكينونة الحواس وهو يشبه أحلام اليقضة في الوصف الدقيق لحركة النسيم
يفتح الورد قلبه
فتزهر قصائدي فرحاً
في هذا الوصف تستدل الشاعرة الستار عن الناطق والمنطوق وتكشف بردة الحس المرهف وكأنها تعيش الحدث بأدق تفاصيله الواقعية
ويهمس الندى على أنسامٍ وردية
تدللي أيتها الإستثنائية
هنا بدأ الإحتفال ،تماماً كما يحدث في مناسبات الفرح ،فهي ترى الرود وهي تحاكي ذلك النسيم العاشق
وتوجهُ الحديث نحو اسماع المعشوقة ،بتقديم التهاني لمدى عشق النسيم لها
ووصفها بالإستتثنائية ،لأن ذلك النسيم هو فتى أحلام من حضر
لاعتلي عتبات الهوى
اتلو طلاسم العشق
بشهادة من حضر من الورود وبين احضان النسيم ،وصلت تلك المعشوقة الى غاية مناها وارتقت اعلى مراتب عتبات الهوى ثم بدأت تتلو طلاسمها في طقوس جعلتها تتلعثم ،من شدة الفرح
تتبعثر أنفاس حنيني
لأستحضر ملامحك بدفء
هنا بدأت الصحوى ،وكشفت الشاعرة عن مقدمتها المبرقعة بألوان القزح ،لتصف ذلك العشيق الذي يسكن كيانها
بدليل قولها
وأصب عشقي بوريدك
لمستك حيث لاشيء
وهنا تفصح عن هواجسها في غياهب الخيال
فهي تصنع من النسيم مايشبه فارس أحلامها لتثبت وجوده من لاشئ
فشعرت بدفئك يتسلل قرب وجدي
ليضم شعوري المترف
ثم تختم
آآآه منك
وهي لحظة ندم لضياع ذلك الحلم بعد اليقضة
بعد كانت تصور ذلك الحبيب بالنسيم لتصحو بعد ذلك وتندب ذلك الشعور
وتؤكد ..
ان ذلك الحبيب هو الحياة التي تكتمل متجسدة في كيانها
وهو تعبير بإحساس جميل عن وجود الحبيب في كيان محبوبتهِ
بقلم الناقد الأديب أبو أحمد الكناني