دُنياكَ…..مدرسَةٌ بقلم: “حسام صايل البزور”
شعر: دُنياكَ…..مدرسَةٌ!!
يمُرُّ كاتب ُ الشعر والأدب بمراحلَ متباينةٍ،من غزارة الإنتاج،
وتتابعه أحياناً……،ومن شُحّه وانقطاعات طويلة أو قصيرة ،عن الكتابة أحياناً أخرى، حسب الظروف المحيطة.
وقد انقطعتُ عن كتابة الشعر فترةً قاربت اثني عشَرَ عاماً،
حيث كانت آخر قصيدة لي قبل ذلك، بتاريخ 26 كانون الثاني
عام 2008م.
إلى أن كتبت بعدها بيتين من الشعر لا ثالث لهما،بتاريخ 17
حزيران من العام 2019م، ولم أجد لدي القابلية النفسية للإكمال والبناء عليهما…..حيث تركتهما على مسَوّدات كتابتي
دون توثيق…!
وعدت للكتابة بشكل اعتيادي في آخر العام نفسه ،حيث كانت أول قصيدة كاملة بعد ذلك بتاريخ 17 كانون الأول
2019م.
وبالصدفة …وقبل تبييض هذه القصيدة بأيام قليلة، عثرت على البيتين المذكورين أعلاه، تأملتهما واستمطرت قريحتي
التي فاضت بالقصيدة التالية ، علما بأن البيتين الأول والثاني
منها هما المقصودان .
دُنياكَ……مدرسَةٌ
طالَ الخريفُ ….ومات َ…..اللَّحنُ في وَتَري
تثاءَبَ القحطُ…….في الأوطارِ ……والفِكَرِ !
عَيَّتْ……قصائِدُنا……غاضَتْ…………مَنابِعُها
عَقدٌ مضى……..والطَّيفُ……….. لم ……يَزُرِ
عَقدٌ………… مُثقَلٌ…….بالجَدبِ……يشمَلُني
مالي……مِن اللّيلِ……غيرُ الحزنِ والسَّهَرِ!!
أقضي لَيالِيَّ………سُهداً……….دونَما سِنَةٍ!!
للحزنِ…….مُلتَحِفاً…..من صولَةِ ….الضَّجَرِ
أقضي لها…….مُبحِراً….من دونِ……أشرِعَةٍ
كالفُلكِ…..تاهت…….بها الأمواجُ في البَحَرِ
تمضي اللّيالي………كذا………الأيّامُ بائِسَةً
ما ….من جديدٍ…….يبُثُّ الرّوحَ في العُمُرِ
ما من جديدٍ…….يُوافينا…………بِمُفرِحَةٍ!!
تُعيدُ للنّاي ِ…….لحناً…….ضاعَ من سَمَري!
*. *. *. *.
أبكي على وطني……..أم ……حالَ أُمّتِنا!!
والحالُ……لا يقتضي… الإبحار َ في النَّظَرِ
من ليس يعنيه …..هذا الحالُ …..يا بلَدي
وِعاءُ……جِلدٍ…….بلا سَمعٍ……….ولا بَصَرِ
فهُم……زوائِدُ……كم زادوكَ……….مَنغَصَةً
رَجاؤُكَ….. الخير َ منهُم…….غيرُ….مُنتَظَرِ
عَجبتُ للوغدِ……..كم طالَت……مَعيشتُهُ!
وكم…….تُعاجِلُ……للأخيارِ………بالقِصَرِ!!
دُنياً……وقد…..أُسمِيَتْ……طالت حبائِلُها
للنَّذلِ…….والحُرَّ…….غالتْ….فتكَةُ القَدَرِ!
*. *. *. *.
بلابلُ السَّعدِ …….جافَت ….غُصنَ قافيَتي
كما…….خَلَتٔ…….غَضَّةُ الأغصانِ مِنْ زَهَرِ!
نضارةُ الغُصنِ … إن بانَت …..عن الشَّجَرِ
لَسَوفَ……تُودي بِحُلوِ…..الذّوقِ في الثَّمَرِ
ما نفعُ حَيّ ٍ…… إذا…..أحصيتَ في عَدَدٍ
بلا ضَميرٍ……..كما ليلٌ………… بلا قَمَرِ!!
كلُّ امرِىءٍ………عُنصُرُ الإحساسِ ينقُصُهُ
كَوَردَةٍ…….ليسَ فيها……….نَفحَةُ العُطُرِ
كصورَةٍ……دونَ روحٍ……….دونَما نَفَسٍ
وبعضُنا……منظَرٌ……تَلقاهُ…….كالصُّوَرِ!
فَهُم بلاءٌ…….لنا…….والمَرءُ……مُمتَحَنٌ
دُنياكَ…..مدرسَةٌ…….فاقطِفٔ مِنَ العِبَرِ
دُنياكَ……مدرَسَةٌ…….هل أنتَ مُتَّعِظٌ؟
مَن ليسَ مُعتَبِراً…….عِبءٌ على البَشَرِ
تسعةَ عشر َ بيتاً / البحر البسيط/ رابا
الجمعة 5 شباط 2021م
23 جمادى الآخرة 1442هجرية
حسام صايل البزور
رابا / جنين / فلسطين.
الصورة أدناه من جمال الطبيعة في قريتنا الجميلة رابا
على بعد بعض الأمتار من بيتي.