ذات الوجهين بقلم: “أمينة أحمد حسن”
متقوقعة ،فى منتصف سريرها
وقد أسدل الليل ستائره على كل شىء إلا اوجاعها
منثورة حولها صورها منذ طفولتها وحتى زفافها
كل صورة منهم تحمل فى طياتها الكثير والكثير من علامات التعجب!
تتسائل داخل قوقعتها
كيف تحولت من ذات الوجه الملائكى
إلى ذات الوجهين!
كانت تحمل وجها جميلا مستديرا
عيون زرقاء كلون السماء
يتقرب أصدقائها إليها يطلبون ودها
وكأنها ملكة تربعت على العرش
تذكر يوم زفافها حين همس لها زوجها قائلا:
لقد انرتِ حياتى يا ذات الوجه الملائكى.
بعد زواجها بعامين أُضرمت النار فى منزلها
تشوه نصف وجهها وطُمست معالمه .
وطُمِست معه معالم حياتها!
تخلى عنها زوجها بكل وقاحة مبررا أنه لم يعد قادرا على العيش معها!
هجرها أصدقائها!
أصبح الجيران يخافون منها
تركت عملها واعتزلت الحياة بأكملها
سكنت قوقعتها.
تتغذى على حزنها ،ويتغذى الحزن عليها!
تأكل وتشرب من ماء عينيها..!
لا يدق بابها أحد ، ليس لها من رفقاء
سوى الدموع والحسرة والوجع والأنين ،يتقاسمون معها قوقعتها ..
خرجت ذات يوم إلى غير رجعة
تركت قوقعتها مفروشة بالدموع
رحلت تاركة رسالة معلقة على باب منزلها….
لقد تركت لكم العالم بأكمله
لقد وصمتموني بذات الوجهين
ولاذنب لى
لقد أصبحت ذات الوجهين رغما عنى
ليس باختيارى أو إرادتى
ولكنكم اخترتم بكامل وعيكم أن تكونوا بألف وجه.
إمضاء
ذات الوجهين
#ذات_الوجهين
#بقلمى
#أمينة_أحمد_حسن