إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
ذاكرة رجل مات منذ زمن بعيد بقلم: “جمعه عبد المنعم يونس”
ذاكرة رجل مات منذ زمن بعيد…
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس//
مصر العربية 25 مارس 2020
……………………
لم يعد لدي مرآه الآن..!
بعدما حطمتها فوق جدار الصمت والسنين..
تغيرت كثيرا ً تقاطيع وجهي…
فاهملته…
ينقصني الصبر على تحمل ذلك..
هل تقاطيع رأسي من الخلف تغيرت…؟
أم أن أذُناي قد كبرت قليلا ً
ونبت بها الكثير من زعب الشعيرات الكثيرة …
وقبضة العمر فرت من بين أناملي
وأنا أسترجع ذكريات العمر الطويل
لم يعد لدي أصدقاء الآن..
سوى القليل….
من منهم يستطيع أن يفتح لي نافذة للضحك واللهو البرىء..؟
من منهم يستطيع ان يمنحني قبضة من حبر أدون بها ذكرياتنا..؟
لا أحد..!
يا أسفي على ضحكات ماتت هناك تحت الاشجار التي كانت تطرح ظلا ًكثيفا ً
نلهوا تحته من لهيب الشمس..
بخطى حافية ..
هل أنتحرت الأشجار بعدما دب الشيب في رأسي..؟
شنقت فروها شيئا ً فشيئا ً حتى هوى جزعها الكبير
وأسلمت نفسها طوعا ً لمواقد الشتاء…
ينقصني الصبر كثيرا ً
على تحمل ذلك..
وأنا أرى كل الأشياء أمامي قد تبدلت ..
فلم أعد أسمع صدى ذكريتنا ..
أو صدى تراتيل الحمائم فوق الآشجار
الأماكن صارت ضيقة وموحشة ..
والوجوه صارت باردة ترتدي أقنعة ..
ولا أعرف أحدا ً هنا يدلني..
وأنا أتسائل ماذا أفعل هنا ؟
في هذا المكان الغريب …
أقهقه ساخرا ً
وأنا تائه….
هل أنتحرت ذاكرتي ؟
أم أن أصدقائى لم يمنحوني قبضة من حبر
أم أنهم لم يستطيعوا أن يفتحوا لي نافذة جديدة..
…أقهقة بجنون ..
وأنا أتسائل كيف يفعلون ذلك….؟
وقد ماتوا منذ زمن بعيد ..
وربما أنا ايضا لم أعد موجودا ً بين تلك الوجوه الباردة
التي ترتدي أقنعة من جلد باهت ..
تبا ً لذاكرتي التي قادتني من جديد إلي منابت الصبا
واللهو البرىء..
علقت بأقدام أحدهم…
هناك ..
وتاهت ولم تعرف طريق الرجوع….
………………………….
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس //
مصر العربية 25 مارس 2020