المقال
ذكرى اليوم العالمي لحقوق الطفل بقلم: “يمينة بديرة”
بقلم / يمينة بديرة
ذكرى اليوم العالمي لحقوق الطفل
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
يحتفل العالم من كل سنة في 20 نوفمبر(تشرين الثاني) باليوم العالمي لحقوق الطفل الذي تم تأسيسه في مثل هذا اليوم من سنة 1954م و إعتماده من طرف الأمم المتحدة سنة 1959م .
أطفالنا فلذات أكبادنا فلنحسن التعامل معهم
•••••••••••••••••••••••••••••••••
الطفولة العربية للأسف الشديد إنتهكت بسبب الحروب و صار الطفل ضحية القتل حيث تجرد من أبسط الحقوق و هو العيش و الإستقرار بسلام في بلده و صار من ملك متوج إلى يتيم أو طفل مهمش و من أهم هذه الإنتهاكات :
جسدية: كإستغلاله في العمل المتعب و الشاق بحيث يتعرض إلى الإرهاق و الجوع و العطش و السبب الرئيسي هو الفقر مما يؤدي به إلى مغادرة مقاعد الدراسة في وقت مبكر و أسباب أخرى مثل الجهل و البطالة في الوسط الأسري
العقلي: حرمانه من اللعب الذي يعتبر من اهم مقومات بناء الشخصية
النفسي: عدم حصوله على الرعاية الكافية من حقه في العلاج و الصحة و تعرضه للضرب و التعنيف من طرف الاولياء
دولي الحق في منحه الجنسية مباشرة بعد الولادة و ضمان حقوقه بعيدا عن التميز العنصري كالعرق و اللغة و الجنس الخ……..
كل هذه الظروف القاسية سلبت منه طفولته و براءته من غير ذنب او حتى حرية التعبير في مشاركة رأيه وبات هو الوحيد ثمن كل هذه الإجرامات الدولية و العربية و الأسرية و نتجرأ ان نطالبه بالوطنية و حب الوطن في أسرة و مجتمع لم يمنحه إلا الألم و الحرمان و جرده من كل إنسانية فهل لنا اليوم أن نحمله الذنب ؟؟ طبعا لا و نحن من لم نوفر له الأمان و الإستقرار و العيش الكريم مقارنة و عكس الدول الأجنبية و ما يعيشه أطفالها من حب و حنان و إستقرار في كل المجالات و الميادين .
أقوى ظلم في حق الطفولة
•••••••••••••••••••••••••••••••••
هو التهميش هو عدم إشباع الطفل بالحب و الحنان في بداية طفولته
هو عدم تلبية رغباته و تشبيعه من اللعب
هو عدم الإستماع إلى إرائه و أخذها بعين الإعتبار
هو عدم نزول الإنسان الناضج الواعي إلى مستوى مرحلة الطفل و هذا يشكل عائق و فراغ بينهما يكون شاسع و يستحيل بذلك فهم الطفل و قدرة التعامل معه .
ويكون الإحتكاك بالطفل كل حسب محيطه و نمط الظروف التي يعيشها سواء الأسرة أو البلد لأجل التفاعل الصحيح و الإيجابية للحصول على النتائج المرغوبة و المرضية .
الإستقرار العاطفي في حياة الطفل يلعب دورا مهما في بناء الشخصية و خاصة السبعة(7) سنوات الأولى من العمر
والكثير من الأولياء يركزون على الجانب المادي المعيشي للطفل و يهملون الأهم و هو الجانب النفسي و الشعوري و الحسي للطفل .
كيف لنا ان نتعامل في المستقبل مع جيل واعي ذات أخلاق و شخصية قوية لا تهتز و نحن من الأساس لم نزوده و نشبعه بالإستقرار الداخلي و الهدوء النفسي و البسيكولوجي و تقوية الذات بالحب و المشاعر الجميلة الخالية من كل أنواع العنف سواء كان جسدي او لفظي الخ…….
فمن أجل نشأة سليمة يجب التركيز التام على سلامة القلب وإشباع الطفل بكل أنواع الحب و هذا للإستفادة به مستقبلا ليكون هناك جيل ينشأ على حب السلام في العالم لان سلامة القلب من سلامة البشرية .
القلب السليم هو العضو الرئيسي في الجسد فالنجتهد على تقوية و سلامة قلوب أبنائنا من القسوة و المنكرات و تزويدها بالحب و العطاء و الطاعات الأخلاقية و الدينية
فالله ذكرنا في معظم الآيات القرآنية كسورة آل عمران 7 ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة و إبتغاء تأويله) صدق الله العظيم و سورة الرعد 28 (الذين آمنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) و أحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم عن القلب و سلامته كلها براهين قرآنية تدل على أن سلامة البشرية من سلامة قلب الإنسان فلتكن منا امة و سلطة تعمل على أكبر وأقوى و اهم إستثمار بشري للنهوض بهذه الأمة و خاصة هذه الطفولة على أسس صلبة و صحيحة لتفادي مشكل كبير تعاني منه تقريبا جميع الدول و هو التطرف و العنف البشري و الوازع الديني و الأخلاقي و الفراغ الإنساني الذي يعتبر من أبرز و أهم إنطلاقة في حياة الإنسان لأن الإنسانية لا يجب ان نربطها مع الدين و العرق بل هي جانب له صلة مباشرة بسلامة القلب
في الختام كل تركيزنا يجب ان يوجه إلى مرحلة الطفولة لأنها أهم مراحل النمو السليم .