القصة

رائحة الشواء بقلم: “عبيرصفوت”

رائحة الشواء
هل تعلم كم استمعت لتلك العبارات ، ورأيت هذه المشاهد ، كم تمنيت وانا اشتم رائحة الخبز الجيد ، يتحدثون ببسمة وإرتياح ، وأنا لا أري إلا الحرمان ، كم تمنيت الشواء ورأيت الجالسين في مأدبة الولائم ، كيف لي ان اربط بالرائحة والمأكل ، والشراب طيب المذاق احلامي ، كانت تقول امي :
سيكون المستقبل أفضل .

ابدا لن يكون المستقبل أفضل ، في رحاب الحرمان وأيام التمني .

ترتب أمي بمنكبي الضئيل ، جدتي الصابرة العظيمة ، تقول :
الصعوبات تلد الرجال .

تسعي لصناعة مخبوزة من الدقيق والماء والبيض ، تنثر عطورها بالبيت القديم ، اتكوم في حيز ضيق بجانب جدتي المسكينة اري بعيونها الحزن وفي جوارها الأمان .

تميل أمي بخصرها النحيل تجلب غموس من مصنوع الجبن المنزلي .

يتلاعب بذاكرتي .
ابي الحبيب الذي تركنا منذ الصغر ، انتظر حتى الآن ، وانما قالت امي :
ستتفهم كل الاشياء بالكبر .

انظر بعروق جدتي واناملها المرتعشة ، وأبكي .

من ضل بنا حتي الفقر المستميت .

تجذبني امي بين زراعاها .

لم اتذكر يوماً رغم القحط ، انني عفوت ولم اشعر بالأمان .

اتذكر رائحة الشواء وأتساءل :
هل يطوف بحظكم من الأشياء الأمان؟!

عندما تتجول نظرات امي وجدتي المغمورة بالحب والدفء والدموع ، اري اجابتي في عيونهن .

#بقلم_الأديبة_عبيرصفوت

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى