إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق

رائحة الموت عالقة بثيابي بقلم: “جمعه عبد المنعم يونس”

رائحة الموت عالقة بثيابي
…………………
المقابر ليست بعيدة
مللت كثيرا ًمن الذهاب إليها
إنها تفتح أبوابها ف الليل والنهار
تستبدل ثيابها كل يوم
رائحتها عبقة برائحة
أشجار الكافور العتيقة
و التراب العطن
أنها رائحة الموت
عندما أذهب إليها
أجدها عالقة بثيابي
أعود حزينا ًمكتئبا ً
سأزور من أعرف منهم
سريعا جدا ً
كأنهم في انتظاري
يجلسون القرفصاء بهياكلهم
في صمت وسكون
أمام الأبواب
من لا أجده
ربما يكون نائما ً
أو مل من زيارتي المتكررة
أو يكون مشغولا ً بضيوف آخرين
عندما أجلس أمام القبر
منذ أكثر من أربعين خريفا ً
مر الكثيرون من الأحياء
في تلك الهوة الضيقة
وأسأل ؟
متى أجتاز
تلك الهوة ؟
عندها يتملكني الخوف
والرغبة الشديدة في الحياة
أنتهي سريعا من مراسم العزاء
أعود مهرولا ً
كأنما الموت يطاردني
يهددني
أسمع صوته الماكر
سألحق بك يوما ً
أخطو فوق أسفلت الطريق
أنفض أقدامى
مخافة أن يكون قد علق بها
وأنا أنظر خلفي
حشود من البشر تخرج هاربة
وأنا أتخيل أن كل الحشود
ستعود يوما إلى هنا ولا تخرج أبدا ً
الموت أشبة بثوب غال مخبأ في مكان ما
نحتفظ به
كي نلبسه في المراسم
أعدُ على أصابع يدي من رحلوا
فلا أحصيهم
أعد على أصابع اليد الأخرى أصدقائي
فلا أجد
ما أثقل هذا الصرير
وهو يَعُدُ سنوات العمر
كأني أعُد في السراب
أو إني أعَدّ لنفسي سفينة
الغياب
الطويل
…………..
بقلم // جمعه عبد المنعم يونس//
مصر العربية //
12 يوليو 2018

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى