” راعي الغنم / بقلم الشاعر : سعيد إبراهيم زعلوك
راعي الغنم
سعيد إبراهيم زعلوك
راح الشاب القروي يتذكر طفولته الجميلة ..
فهو ينحدر من أسرة قروية تعمل بالزراعة ..
كيف أستدارت به الأيام ..
وكيف تغيرت حياته رأساً على عقب .. !!
كان عيسى سليل أسرة ريفية تعمل بالزراعة ،يمتلكون الأرض والماشية .. تذكر الفار أيامه الخوالي وقد تخرج من الجامعة ، وتحصل على وظيفة محترمة بأحد مكاتب الهندسة الراقية ، وراح يحسب له ألف حساب ..يداه صارت ناعمة من كثرة عيشه في المدينة وابتعاده عن الأعمال الشاقة.. ها قد شارف على الثلاثين من عمره ، فراح يتذكر حاله قبل عشرين سنة ، كيف كان يرعى الغنم في الحقول الخضراء المحيطة بقريته ، وكيف كان يصطاد العصافير ، يضحك ملء قلبه ، ويغني كيفما شاء ، وحين يتعب ، يجلس إلى ظل شجرة يستريح تحتها، ويخرج صرة بها كسرة خبز ، وحبة من ثمرة الطماطم ، وحين يعطش يذهب الى ضفة نهر صغير ، يشرب في كفه ويروي عطشه ، ها هو يتذكر الأيام الماضية وكيف كانت جميلة وبسيطة ، وخالية من التعقيد الذي يحياه الأن، هاهو يتذكر كيف التحق بالجامعة، لأن عمته متزوجه التي تقيم بالعاصمة كانت قد طلبت من والده أن يرسله ليتعلم ويترك حياة الريف ،كون الفرص بالمدينة أعظم ، وأوسع .. هاهو الان شاب يافع ، مستقبله واضح ومتميز ، لكنه يأسف على الحياة بالعاصمة ،لأن حياة المدينة خالية من البساطة التي تربي عليها ، وليس فيها قيم ريفه الجميل أي شيء يذكر ، يبتسم حين يتذكر القرية ورفاق الصبى ، ثم يمضي إلى عمله راضياً بما قسم له ربع من رزق و أمن وطمأنينة وعافية.