◇رسائل كونية ◇
في ذكرى الهجرة النبوية
هاجرت ياجمال
إلى درب السلام
ذلك الذي يفيض
نورا من روحك
كنت قبسا اسماعليا
قلت للجزائر
ستجديني ابنا طائعا
أخدمك دون أمر
كيف والنبض بي
يأمرني وصوت استغاثتك
قض مضجعي
فجمعت رحلي إليك
وكل ذرة بي
تُنشدكِ لحنا سرمديا
فكل الكائنات التي لفحتها النيران
كنت أسمع أصواتها
فتجلد روحي
الذي أنهكها بهيم الليل ترقبا
وعند خيوط الفجر
رحت أسابق الزمن
بصدر يتأجج عطر محبة
لاحتضان ألسنة النيران
لعلي بقرب تلك الحيوانات
يهدأ أنينها
وتسكن لعلمها أني أفديها بالروح
وأنا الذي جلت القفار
لأطعمها وأرويها
لكن ياجمال
ليس الكل مثلك
يحمل بين جنبيه روح الجمال
ليس الكل مثلك
يحلق بعوالم المحبة
ليس الكل مثلك
يقدم روحه قربانا
لأمنا حواء الجزائر
لأن قوانين الطين
كانت تكبلهم
كانت تجتدبهم إلى الهاوية
كأنما سعير النار
صار سقر
وماأدراك ماسقر
التي كابدتها ياجمال
فقد تأله كل الحضور هناك
ونصبوا لهم قانون الغاب
وعادوا بنا إلى الجاهلية الأولى
وأنت الذي كنت تحمل قبس النور
صلبوا كل مبادئك وقيمك
وكل الرحمة كانت تقطر منك
كانت تعينك على إطفاء كل حرائق الكون
ليأتي إبراهيم
ويقول كوني يانار بردا وسلاما
على حبيبتنا الجزائر
تالله إن الأسماء رسائل كونية
وصلت إلينا من غير سند
فمن يفقه المعنى
ويفقأ عين الفتنة
بقلمي صورية حمدوش من الجزائر
