رسالة الرحيل بقلم المبدع رائد العمري
#رسالةالرحيل
ساعة الصفرِ تدنو
وأنا ما زلتُ على مهلي
أغنِّجُ النبضاتِ في قلبي
وتحتبسُ في صدري لتخنقني
لا ضيرَ في حبّكم بذلتُ الجوى
فهلأ قرأتم خريطة العمرِ في دربي
أثقلتموني بالويلاتِ حتّى نالني السَّقمُ
وخفَّفتُ عنكم كلَّ وزرٍ وحملتهُ فوقَ وزري
أيّا أهلَ القلبِ هل جميعكم مثلي؟
هل تحتملونَ كلَّ ما يرميهِ الأحبّةُ عليكم؟
هل تشقونَ بالحبِّ كما أشقى؟
وهل تنتظرونَ لقاءً المداوي وعنكم لا يدري!
ذرفتُ العمرَ أنتظرُ شباكَ الأملِ في روايتي
وحلَلتُ ألفَ عُقدةٍ نسجها القدرُ ولا زلتُ
قلبي متفجِّرٌ بالحبِّ والإخلاصِ والفاءِ
عينايَ تغيثانِ خدَّيَّ الجائعينِ لقُبلةٍ ناعمة
ويدايَ تتسابقانِ نحوَ السلامِ والوئامِ المنتظر
وأنا عندَ سفحِ الوادي الذي سيبتلعُ الذكرياتِ
أقفُ متلهفًا كي أرى وفاء الشمسِ والقمرِ
لحظةُ التلاقي وقت الشفقِ كإعلانِ ليلةِ الفطرِ تمامًا
نَنتظرُ رؤية الهلالِ ولو للحظاتٍ لنعلنَ الفرحَ
طالَ الغيابُ واكتملت كلُّ الأسبابِ
ولم يبقَ في السماءِ حجةٌ للقمر كي يحتجب
سمائي صافيةٌ وأنا أودعُ دنيايَ وكلِّي عطاء
راضٍ عمَّا قدمتُ من رسالتي في الحياة
وأدنو نحوَ العالمِ الآخر دونَ وداعٍ
دونَ ضجيجٍ أو عويل، أو زئيرٍ
رحيلٌ صامت، أنتقلُ وحديَ دونَ عناء
حتَّى العزاءُ، أراهُ مليئًا بالأوفياء وغيرهم
لم يستحِ البعضُ من قتلِ القتيلِ والسّيرِ في موكب العزاء
هكذا هم أمامي جمعٌ غفيرٌ ممن كلِّ صوبٍ جاؤوا
بين صادقٍ بالحبِّ وآخرينَ مرائينَ وبعضُ الغدارينَ
وأنا ما زلتُ أحتضنُ ذكرياتي معي ليومِ اللقاء
وداعا وداعا يا دارَ البلاءِ والابتلاء..
القيصر رائد العمري