إشراقات أدبيةالقصائد

رمضان أشرق بقلم الشاعر أحمد طيباوي

رمضان اشرق بعد طول ظلام
فاستقبلوه بمنتهى الاكرام
بهلاله المضياء القى رحاله
قوموا اليه بفرحة و غرام
ضيف عزيز حل في احضاننا
معه سنقضي اروع الايام
عشنا و ما زلنا نعيش خلاله
عيشا بهيجا مفرغ الالام
فيه عرفنا و اهتممنا بسرنا
ذاك الذي غُص بالاوهام
اوهام دنيانا الدنيئة كم غوت
نفسا و كم صاغت من الانغام
ملأت شعورنا بالتفاهة و الهوى
و الترهات و كذبة الاحلام
حتى جلتها حقيقة الله الذي
خشعت له الارواح بالاسلام
و الصوم في رمضان تمثيل لها
بل نورها الوهاج كالاجرام
درسٌ جنينا منه علما نافعا
لا ينتهي ابدا مدى الاعوام
درسٌ عظيم كم سماؤه امطرت
عبرا و ايات من الأحكام
شهر عظيم في الشهور و كيف لا
ايقارن العملاق بالاقزام
كم نستفيد اذا قطعنا شربنا
فيه و اقلعنا عن الإطعام
نلفي النفوس على تمام صلاحها
و كذا تحسن صحة الاجسام
اسأل اذا شئت الطبيب و ناده
تجد الصيام لبلسم الاسقام
كم يشتهي النّهامُ دوما بطنه
و لقلما الشكوى من الصوام
و الصوم سيفٌ قاطع فيما لنا
من شهوة مشبوبة الاضرام
بل منه تحيا في قلوبنا وردة
نفاحة مفتوحة الاكمام
مغروسة بغصونها بعروقنا
و الطلع يلقى من فم البسّام
الصوم ايمان و اخلاق لنا
بل رحمة بتواصل الارحام
فيه محبتنا الكبيرة تنتشي
و تطير مثل الطائر الحوام
و تحوم بيننا بل تهز قلوبنا
فتمدها امنا بلا إجرام
شهرُ الحوادث و المعارك و الوغى
و النصر و الابطال و الإقدام
جاع النشامى المسلمون خلاله
فالنصر زاد الشهم و الضرغام
كانوا ببدر قلة لكنهم
سحقوا الكثير بمؤمن مِقدام
كانت صلابتهم بشدة عزمهم
و بقوة الايمان و الإلهام
نُصروا من الله العزيز و ليس
من ضرب القداح و لعبة الازلام
و بهذا اضحى فتح مكة قائما
و بذاك كانت زهقة الاصنام
و -القادسية- كم مثال عندها
للانتصار برسخ الاقدام
و اذكر بهذا الشهر قمة نصرنا
في – عين جالوت- و بالاعظام
-حطين- يا حطين مجدك خالد
فالقدس فيك تحررت بسلام
هلا تعودين الينا مجددا
فالناس خانوا صولة القسام
قام الأباةُ بك و صاموا شهرهم
لكننا في الصوم كالانعام
نلهو و نلعب في الصيام و قدسنا
تجري الدماء بها كما الحمّام
الذل قعدنا و الجبن ارقدنا
بل بحّ صوتنا هل الى الإبكام
حبُ الحياة طوى القلوب جناحه
جعل العقيدة صعبة الإفهام
و الناس صاروا في الشريعة جُهلٌ
قد قصروها بصائم قوام
و هي الحياة تفيض منها حكمة
منها المداد يجف في الاقلام
يا ليلة القرآن فضلك ما له حدٌ
ففضلك عدة الأرقام
جبريل انزل فيك وحيا ساطعا
للكون نورا في دجى الابهام
قد قال اقرأ للحبيب محمد
فالعلم قوت العقل في الاجسام
لكنها كانت بداية وحدة
في الحق لم تقسم الى اقسام
شمس الحقيقة قد تجلت ما لها
حد يصدها لا و أي غمام
جاءت سلاما للحياة و رحمة
كبرى لعالمنا كطير حمام
جاءت لكل الخلق تنشر نورها
جاءت بلا سيف و لا إرغام
يا ليلة القَدرِ اضاعوا قدرك
هل صرت عند الناس قِدر طعامِ
هل صارت الايام دون تحسب
هل صار حق الله دون ذِمام
آنسينا اسرار الصيام و ما لها
في النفس من اثرٍ و من إفعام
افننسى ان الشهر شهر تصدق
و محبة تُروى من الايتام
و تسامح و تراحم و مودة
لكأننا بقرابة الاعمام
شهرٌ نكفر فيه كل ذنوبنا
إن نحن آمنا بلا إيهام
و يُبيتُ الشيطان فيه مُكبلا
و النار مغلقةٌ و في إحكام
و الجنة الخضراء تفتح بابها
ريان فيها بابُ للصُوّام
و عبيرها كالمسك نسمة صائم
من فمه و باطيب الانسام
و بعيدنا في الفطر تُهدى
جوائز للصائمين بمنتهى الإكرام

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى