بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان بنظر الشعراء
د. بابكر مجذوب محمد
يتمتع شهر رمضان المبارك بمنزلة عظمية في نفوس المسملين، فهم يستقبلونه كضيف عزيز فرحين به متهللين، ويودعونه عند رحيله متحسرين ملتاعين. واليوم بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أصطحبكم أيها القراء الكرام في رحلة مع الشعراء ننظر كيف كان وقع رمضان في نفوسهم.
فالمسلمون يسعدون ويسبشرون خيرا برؤية هلال رمضان وقدومه، ويهنئون بعضهم بعضا، يقول هبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك في التهنئة بقدوم شهر رمضان من قصيدة طويلة:
تهن بهذا الصوم يا خير صائر
إلى كل ما يهوى ويا خير صائم
ومن صام عن كل الفواحش عمره
فأهون شيء هجرة المطا
و من الشعراء الذين وقفوا مع التراويح محمود عارف وجعل لوحتها ماء يسبح فيه المؤمنون ليزدادوا إيمانا، ويرمز إلى بركة أيامه وليلة القدر فيقول:
فيه التراويح المضيئة مسبحُ
للقلب للإيمان لعمر مرققا
ساعات عمر الزمان مليئة
بالذكر حيث العمرى ومحلق
ما أديب العربية المصري مصطفى صادق الرافعي فنجده يعبر عن إحساسه بحلول الشهر الكريم بقوله:
فديتك زائراً في كل عام
تحيا بالسلامة والسلامِ
وتُقْبِلُ كالغمام يفيض حيناً
ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في الناس من كلفٍ مشوقٍ
إليك وكم شجيٍ
يقول مؤيد الدين الشيرازي
ورحمة ربنا فينا تجلت
وذاك الفضل من رب رحيم
وليس سواه يسأل عن نعيم
إذا وقع السؤال عن النعيم
أتى رجب يؤمم منك شمس
السعادة بدرها بدر العلوم
ويأتي بعده شعبان شهر
النبي الطاهر الطهر الكريم
وشهر الله يتلوه وكل
يدل على أخي شرف
يقول علي بن ظافر الأديب المصري :-
ونجم من الفانوس يشرق ضوؤه
ولكنه دون الكواكب لا يسري
و لم أرى نجما قبل طلوعه
إذا غاب ينهى الصائمين عن الفطر
