رواية الشيخ والبحر أروع ما كتب في الأدب الأمريكي. بقلم محمد ثجيل القريشي
قصة الرواية
سانتياجو صياد عجوز متقدم في السن ولكنه لا يزال متمتعا بحيويته كان لا يزال رابضا في زورقه وحيدا ساعيا إلى الصيد في خليج (جولد ستريم ) ومضى أكثر من ثمانين يوما ولم يظفر ولو بسمكة واحدة رافقه في الايام الأربعين الأولى ولد صغير كان بمثابة مساعد له لكن أهل هذا الأخير أجبروا ولدهما على قطع كل صلة بالصياد وذهب الغلام يطلب العمل في زورق آخر استطاع صياده أن يصطاد بضع سمكات منذ أول الاسبوع وأشد ما كان يؤلم الغلام رؤية العجوز راجعا إلى الشاطىء في مساء كل يوم وزورقه خال خاوي الوفاض ولم يكن يملك إلا أن يسرع إليه ليساعده في لملمة حباله وحمل عدة الصيد وطي الشراع حول الصاري وكان هذا الشراع يبدو وكأنه علم ابيض يرمز إلى الهزيمة التي طال امدها وفي يوم خرج إلى البحر لكي يصطاد شيء وإذ علق بخيوطه سمكة كبيرة جدا حجمها أكبر من حجم قاربه وبدأ يصارعها فلا يتخلى العجوز عن السمكة ويصارعها عدة أيام وليال وتأخذه بعيدا عن الشاطئ ثم يتمكن منها وملأه السرور وربطها في المركب وبدأ رحلة العودة ويلقى في طريق العودة أسماك القرش التي جذبتها رائحة الدم من السمكة وأخذ سانتياجو يصارع أسماك القرش وفي النهاية تنتصر أسماك القرش فلا يبقى سوى هيكلاً عظميا يتركه على الشاطئ ليكون فرجة للناظرين ومتعة للسائحين فتذهب الجائزة ويبقى المجد والصياد العجوز سنياجو يواصل جهاده اليومى وعناده وإصراره على امتطاء مركبه الصغير مندفعا به إلى قلب البحر ويمخر عبابه مكافحا أمواجه العاتية بينما أمل حلو يداعب خياله أن ينجح مرة في صيد سمكة كبيرة يعود بها فخورا سعيدا إلى قريته غير أن الفشل المتتالى لا يردع هذا العجوز ولا يفتح في قلبه ثغرة يمر منها اليأس بالعكس يزيده الإخفاق إصرارا وتشبسا بأمله وحلمه فيكرر كل يوم معركته المنفردة مع البحر حيث لا شىء يؤنس وحدته إلا حواره الداخلى مع نفسه وأخيرا تلوح في الأفق بادرة تشى بأن انتصار الصياد العجوز على وشك أن يتحقق ففى أحد أيامه التى تشبه بعضها يخرج سنتياجو كالعادة إلى البحر في الفجر ويظل يصارع الماء والأمواج الصراع الأبدى نفسه حتى إذا ما انقضت ساعات الصبح وحلت الظهيرة يهتز مركبه الصغير فجأة بعنف وتظهر له السمكة الحلم واضحة وهى تتألق في الماء بملامحها البهيجة وحجمها العظيم إذن أخيرا صار الصيد الثمين المرتجى قريبا وميسورا غير أن الصياد العجوز المكافح سرعان ما يكتشف ونكتشف معه أن فصلا جديدا من الجهاد والصراع العنيف بدأ من أجل الإيقاع بالسمكة الهائلة العتيدة التى فتنت سنتياجو وهيجت عواطفه فراح يناجيها ويخاطبها قائلا أيتها السمكة كم أحبك وأحترمك لكننى بالتأكيد لن أدعك تفلتين وسأنال منك شئتِ أم أبيتى يومان كاملان يمضيهما سنتياجو وهو يكافح كفاحا مريرا في عرض البحر للإيقاع بسمكته الضخمة وفى صباح اليوم الثالث ينجح في السيطرة عليها بيد أن الدماء التى تسيل منها تجتذب إلى المكان خصومًا آخرين جبابرة لم يحسب لهما الصياد حسابا إذ تتقاطر عليه بعض أسماك القرش الشرسة تريد خطف فريسته والتهامها فينفتح باب جهاد وصراع جديدين أشد قوة وعنفا بل هى حرب حقيقية طويلة يخوضها العجوز بصلابة وعناد ويخرج منها في النهاية سعيدا منتصرا بعدما فاز ببقايا وأشلاء السمكة التى طالما تمناها أن الصراع بين الإنسان وقوى الطبيعة جسدها الرجل العجوز ( سانتياغو) مع أسماك القرش المتوحشة والسمكة الكبيرة الجبارة الرواية التي تميزت بخبرات واقعية بعالم البحر يظهر لك قوة الإنسان وتصميمه وعزمة على نيل أهدافه والوصول إلى ما يصبوا إليه وامكانية انتصاره على قوى الشر والطبيعة من أجل تحقيق الهدف