المقال
روح أفسدها الحب بقلم: “حسين صالح حسين”
روح أفسدها الحب
حسين صالح حسين
منذ أن بدأت ذلك النطفة وهى تمر بالأسقام من يومها الأول. بدأت حكايتها مع قصة لا دخل فيها وبدأت تعيش قصتها فى الحياة الخارجية تتنفس بعض الهواء الإلهي النقي الذى عكره الحب الكاذب..
وأصبح ذلك الهواء النقي مشوباً بالكذب، منذ أن بدأت تضع قدميها على الأرض بدأت تصتدم بموجات الحب والحديث المشلول الكاذب حقاً..
وآه ثم آه من تلك اللحظة التي وجدت نفسها تتحول الى روح استهلت قصتها مع الحب الكاذب الذى أماتها.
الروح النقية التي عكر حياتها هذا الحب، وجدت الروح نفسها أمام الفتاه وكأنها لم تمر بتسعة أعوام قبل ذلك الوقت بدأت الفتاه وهى تبلغ من العمر تسعة أعوام كما تبلغ هذه الروح الواقفة أمامها بل خُلقت فى نفس اليوم التي خلقت فيه.
بدأت الفتاة الجميلة المنظر تلتقي بتلك الروح التى ما زالت نقية، بدأت تستعرض حركاتها الطفولية وبدأت الروح النقية التي لم تعرف يوماً ذلك الأشياء وهذه الحركات الكاذبة
والمغازلات وهذه المشاعر الغريبة عن هذه الروح.
بدأت تلك الفتاة تغازل الروح بكلماتها وكافة أنواع المكر الكاذب حتى اضحكتها وضمتها إلى جعبتها الكاذبة.
ومر يوم بعد يوم بعد يوم وكل يوم يمر وتتغازل وتمارس كل انواع الحيل والمكر لتضم هذه الروح أكثر فأكثر إليها
هذا الأيام الذي ضيع فيه وقت الروح التي اصابتها ببعض الضحكات والمغازلات الشديدة الرقة حتى نهشت قلب الروح بتلك الأفعال.
وبعد سويعات.. وجدت تلك الروح رسالة بين يديها الرقيقة ولم تستوعب الروح النقية ما يدور بعقل تلك الفتاة
وما رسمته الفتاة في هذه الرسالة.
وجدت فيها بعض الكلمات التي لم تسمعها من قبل ذلك اليوم ومكتوب فيها اني احبك كثيراً…
ويا ليتها ما قيلت!!
أغلقت الروح تلك الرسالة ووضعتها جانباً وبدأت تتعجب من ذلك الرسالة تعجباً ظل في أذهانهاً مدة طويلة.
وكانت تلك الرسالة بداية الحب التي أقحمت تلك الفتاة الروح البريئة فيها.
بدأت تلتقي معها وهم ما زالوا يمتلكون تسعة أعوام طفولية
فقط، بل كانت الفتاة قبل هذه الأعوام تمارس الحب مع غير هذه الروح واقامت أكثر من علاقة.
اجتاحت الفتاة بكل معاني الرقة والمكر المشاعري حياة تلك الروح التي بدأت تأخذ بعض من صفات الطابع البشري من تلك الفتاه.
لم تدرك الروح أن هذه القصة بداية لحياة محاطة بالألم والخذلان المؤلم حقاً.
بدأت الفتاة بعد ذلك اليوم تغازل الروح بعض الرسائل الورقية وما زالت الروح تتعجب من هذه المواقف والتصرفات الغريبة التى لم تراها قبل ذلك، وبدأت تتعجب وتقول: «هل يوجد هذا فى ذلك الحياة».
بدأت الروح تتعلم من تلك الفتاة وتأخذ الطابع البشري وبدأت هى الأخرى ترسل لها الرسائل وبدأت الحكاية من هنا. بدأت تلك الروح تأخذ ذلك الطابع وتتخلى عن بعض صفاتها وبدأت تلتقي مع ذلك الفتاة فكانت أول لحظة تشعر بها الروح بشعور غريب الأوصاف.
بدأت الفتاة الراقية الكلام تحدث الروح بمشاعرها وحبها من أول يوم وشعورها بالارتياح الشديد عندما ترى هذه الروح النقية التى دنستها بذلك الحب الوهمي.
مر الوقت.. وبدأت المغازلات تستمر والنظرات بينهما حتى انغمست الروح مع الفتاة وبدأت تفعل مثلما تفعل الفتاة. ومن ثم بدأ شيء جديد تمارسه الفتاة، بدأت ترسل بعض القبلات الهوائية الطفولية لهذه الروح الطيبة وبدأت الروح ترسل هى الأخرى تلك التراتيل الهوائية.
وبعد ذلك اليوم بدأت اللقاءات والمحادثات التي اتخذتها تلك الفتاة أسلوباً لها لجذب الروح أكثر فأكثر إليها.
وبعد ذلك اليوم وجدت الروح الفتاة تتركه فَجأَةًوتذهب إلى شخص آخر تجتذبه إليها كما اجتذبت تلك الروح البريئه إليها ورحلت وستعود إليها مرة أخرى.
بدأت تلك الروح ترى بأعينها مغازلة تلك الفتاة للشخص الآخر بنفس هذا الأسلوب الذي فعلته معها.
فلما انتهت مرحلة الحب الكاذب مع ذلك الشخص استدارت بخصرها مرة اخرى وبدأت تجتذبه إليه أكثر مما كان في الماضي.. ومع ذلك قبلت الروح هذا الحب.
ارسلت الفتاة رسالة فى يوم من الايام ليتقابلا فى موعد ما ولكن هذه الروح بطبيعتها وقلبها الذي لم يتعكر بأكمله من هذا القبح لم تقبل ذلك الموعد واتجهت إلى الأبتعاد.
وما إن شعرت الفتاة بطبيعة ذلك الروح تركتها ورحلت مرة ثانية.. وبعد مرور عدة أيام رجعت الفتاة مرة اخرى.
وفى السنة الثالثة طلبت تلك الفتاة مرة ثانية أن يتقابلا فى مكان ما فلم ترضى تلك الروح بذلك.
حاولت جذب الروح بكافة الدروب، ولكن الروح ما زالت مشوبة بشيء من شخصيتها وطبيعتها الماضية ظلت ترفض هذا الموقف.
تركت الفتاة الروح ورحلت عنها؛ لتبحث عن شخص اخر لتتسلى به مثلما تفعل.
وفى العام الخامس عادت الفتاه مرة أخرى وبدأت هذه المرة اقوى من اي وقت مضى فقد اجتاحت تلك الفتاة حياة الروح خاضت الفتاه تلك المرحلة وهذه المرة بشكل غريب بدأت الروح تتلهف على ذلك الفتاة لأن الروح أصبحت كبيرة
وخاضت مراحل الحياة وأصبحت تعرف معنى الحب وظنت أن الحب هو شيء يستحق الخوض فيه وعيش هذا الأحساس لذلك قامت الروح بمغازلة الفتاة بطريقة رومانسية شديدة ووضعت تلك الروح يديها فى يد الفتاة وحينها وجدت تلك الحياة تأخذ جانباً مشرقاً وأجمل مما كان. وارسلت تلك الروح باقة من أجمل رسائلها وكلماتها الرقيقة ووجدت تلك الروح سعادة بالغة وشديدة من ذلك الحب. بدأت حياة الروح تتفتح وتتطور وترى وجه الجمال والحب الحقيقي فى هذه الدنيا فكانت اسعد ايام تلك الروح البريئة. وفى اليوم التالي وقعت رسالة أرسلتها الفتاة إلى ام هذه الروح رأت الام الفتاة فعاتبتها كثيراً على ذلك وانتهت هذه المرحلة وهذا الحب منذ ذلك الموقف.
انتقلت الفتاة إلى دراسة جديدة ومر شهور لم ترى عيون الروح تلك الفتاه وبدأت الروح تنتظرها وتنتظر تلك الأيام الجميلة، حتى رجعت الفتاة وبدأت الروح تعشق الفتاة أكثر من اي وقت مضى فلم تنظر إليه الفتاة نظرت واحدة وتركت الروح تعيش اوهامها فى ظلام دامس حتى بكت تلك الروح وظلت تبكى كل ساعة من شدة الحزن والفراق وتجاهل الفتاة وظلت الروح تنتظرها كل يوم حتى يراها ويبوح لها عن كل ما يجول فى مكنون قلبه من جوى ومن مشاعر مختزنه.
ظلت تلك الروح كئيبة حتى جاء اليوم العصيب؛ تقابلت تلك الروح صدفة مع الفتاة، قال لها بكل حزن «هل انت تحبيني» أجابت: «لقد كنا صغاراً على الحب».
فقالت الروح البريئة لها «لما احببتني هل كانت تلك الكلمات وتلك الأيام وتلك الأعوام كلها كذب هل يوجد حب للصغير وحب للكبير».
ومنذ ذلك اللقاء المحزن.. بدأت قصة الروح النقية تتحول الى حزن وظلام وأسى وكره لهذه الحياة.
ومع مرور تسع سنوات على هذه الحكاية وهذا الحب الكاذب الذي اثر في حياة الروح تأثيراً لن يداويه اي شيء
وأصبح كل يوم يمر أشد من اليوم الذي قبله وحاولت تلك الروح أكثر من مرة التحدث إلى الفتاة.. ولكنها كانت تتجاهل وتتجاهل..
انتهت قصة الروح النقية بذلك الحب الكاذب الذى أظهرته جوانب الخداع والكذب من الفتاة والتى استعمرت حياة تلك الروح ونهشت منها الكثير والكثير ورحلت وتركت سواداً كبيراً أمات الروح بكل هذا الخذلان وهذا التجاهل.
وظلت الروح أعوام كثيرة تنادي وتشتكى لكل شيء أمامها
حتى أصبح التيه والأضراب النفسي يظهر على هذه الروح
والشحوب وكل الأسى.
وما زالت تعاني من هذا الهاجس حتى أصبحت جثة هامدة
يكسوها الوجع، وستظلُ هكذا طوالا الدهر وحتى الفناء.
كانت الروح سعيدة تنبض بالجمال وراحة البال غير مشوبة
بأي أحزان حتى جاءتها تلك الفتاة ونهشت منها ذلك البهاء
ورحلت وتركت آهاتٍ وأحزان.
حسين صالح حسين