روعة منطقة تبسة وٱثارها التاريخية
تعد الجزائر من أهم وأبرز البلدان العربية التي تحتوي على تراث مادي متنوع بسبب تعاقب الحضارات المختلفة عليها منذ القدم بحكم موقعها الجغرافي وتجد أغلب مدنها ذات محتوى متنوع من الآثار لمختلف الحضارات والحقب المتعاقبة عليها
ومن بين المدن الغنية بالمعالم التاريخية والمواقع الأثرية نذكر مدينة تبسة أو ما يطلق عليها بالأمازيغية (تيفست )، شرق العاصمة الجزائر أصبحت عاصمة الولاية سنة 1947، من أبرز معالمها موقع مايعرف بالحضارة العاترية يعود إلى ما قبل التاريخ، وهناك أيضا قوس النصر (كاراكالا) عبارة عن تحفة هندسية عملاقة نادرة شيدها الرومان، يوجد فيها أيضا واحد من أجمل وأضخم البنايات الأثرية بالمدينة السور البيزنطي ثاني أطول سور في الامبراطورية الرومانية ،وهو موقع سياحي، وغيره من الأماكن الأثرية المتواجدة في المدينة على خلاف المعالم الدينية والثقافية كالمسجد العتيق الذي يعود إلى الفترة العثمانية والأضرحة كضريح سيدي يحيى بن طالب ،ومسجد وزاوية سيدي عبيد الشريف، فيها كذلك منابع وحمامات معدنية كمنابع وحمامات وأوكس، تمتزج في ولاية تبسة الكثير من العادات والتقاليد المعروفة والمتوارثة سواء البربرية أو العربية الإسلامية مثل الإحتفال برأس السنة الأمازيغية (يناير) ،ومن أبرز الصناعات الحرفية التقليدية لولاية تبسة نجد البرنوس ، القشبية ، المرقوم ، زربية الدراقة وغيرها بالإضافة إلى صناعة التحف من الفخار والطين وكذلك صناعة السروج والمعدات الفروسية … الخ .
أما بالنسبة للأطباق التقليدية فنجد الكسكسي التقليدي، شربة الفريك، الغرايف، كسرة الشحمة، والمفور أما الحلويات التقليدية فهي، الزلابية، البقلاوة ،المقروط، الرفيس ، الطمينة …، ومن أشهر الملابس التقليدية في تبسة الحايك ، المنصورية ، القطيفة ، الفتلة، الفرڨاني، اللحاف (الملحفة). وبالنسبة لإكسسوارات الزينة التقليدية المصنوعة من الفضة : الخلخال، الجبين ،المرافع ، سخاب العود…
أنجبت تبسة العديد من الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر امثال مالك بن نبي فيلسوف الحضارة الاسلامية والشيخ العربي التبسي أحد مؤسسي ورجال جمعية العلماء المسلمين وبن نبي ،والعربي التبسي وغيرهم …
مدينة تبسة ضاربة في القدم والعراقة سايرت جميع الحقب التاريخية التي عاشتها الجزائر من الحضارة العاترية إلى ثورة التحرير ووصولا إلى الجزائر المستقلة ما مكنها من اكتساب إرث حضاري متنوع يجب إستغلاله لبعث الحركة السياحية للمدينة.
خولة سعيدان
