زِئْبق للشاعرة المغربية خنساء ماجدي
زِئْبق
كلَّما روادت الحرف
عن نفسه ٱزداد تمنعا،
وإن راوغته، طاردني
وشد الحِبْر على معصمي
حتى يُزهق أنفاس الكلمات.
مرغْمة،
تظل الروح منشغلة
بطلاسيم الكلام
تفك رموز حروف هيروغليفية
على جدران معبد فرعوني
تقتنص فرصة أسطورية
بٱختراق جدران الصمت
بشعلة بخور
ربما تدلني في متاهة الروح
إلى بقعة ضوء
فيأتي النور
من حيث لاتحتسب…
فهل يصنع التوهُج
حروفا تنطفئ ؟
وشبه مرغمة أجسامنا
تحمل شطحات أحلامنا
تتنقل عبر متاهات الحياة
تمشي والخوف جنبا بجنب
وقد تنسى وجهة الشمس.
مازالت خرافة أطلس
تلتصق بأكتاف
ماض مثقل بالخيبات،
بينما تبقى مرايا الروح
مشتعلة إلى الأبد
غارقة في ٱبتهالات سماوية.
لكن هذه الحروف لا تطاوعني
تنفلت من بين أناملي.
ٱنتحلت خصائص الزئبق
لا تنفصل عن هواجسي
حتى تحولها ذهبا.
لكنني أخاف أن أتنفسها
فتسمم جهازي العصبي
وتؤثر على مناعتي ضد الجنون.
خنساء ماجدي- تطوان/ المغرب
18 يونيو 2024م