إشراقات أدبيةالقصائد

سأجعل نهر الفرات يبكي بقلم الدكتورة شهلاء الكاظمي

سأجعل نهر الفرات يبكي

يا  أوقف عن العينين دمعهما
فالنار لم أكتوي منها كجمر الحزن
بالله صبراً أيا شوقاً يهد بناءي
فدمعي نبع لا يجف من الشجن
ياغيمة الحزن قولي لِبَرْقَ لا يضرب
فعاصف الشوق مبتور الوجن
يجتثه الحزن بعد الأم والابنه
ما حيلة اليد حين تخذلها البنان
ما خطه قلمي تمحوه أحزاني
وترسم في صفحاته ألم السجين
قد خط بالدم رمزٌ في خرائطنا
فلا تلوموا عيوني مزنها حزين
لحافها النار والعينين مسكنها
والقهر في أضلعي لا يستكين
يا أمي العظمى التي خضعت لها
كل العواتي والرواسي لا مفر
من حزننا الدامي على أبناءنا
مليحة الخد ملائكي صوتها
لكن غدر العبيد يجتث خمائلها
فعطريها بريح المسك وابتهجي
قدنال من طالت يداه عليهما
فالله قد قال في القرآن ذاك حياه
تلوت للحزن آيات أحزاني التي
شَرِبَتْ دمي وعاشت في ضلوعي
فبكت لحزني أضلعي وسقته من
دمعي ،كيف لا وهي الينابيع التي
كادت تخر لها المدامع والمسامع
والأنوف الشم في الزمن الدني
والله لو حُرِكَتْ نحو الفرات لقال
هذي دموعٌ ونارٌ تأتي تجفف منبعي
فجف ذا النبع والعينين باقية
على الخد مدرار ما هدأت كلا
ولا سكنت، عيناي بحر الأسى
والشط مرسى كأجفاني الجريحة
ربان قاربنا هلّا وقفت بنا قليلاً
لننظر من منافذ القهر الكئيب
يا عابر الشط والعيني هاطلة
قف لا تبعثر رمال الحزن
إن البقاء بِهَا له لونٌ ورائحة
تذكي القلوب التي باتت عليلة
د.م. شهلاء الكاظمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى