ستعودين بقلم: “نورالدين بنعيش”
ستعودين
*****
تحت سقف الخيال
ووحش الوحدة جننت
لما علمت أنك
ستعودين
فجن لحن قيثارتي
طار يطوف..
كدمعة من زمرد
حول مكانك الذي فيه
تعتصمين
بعيدة عن قلبي
قريبة من روحي
استفتيت حلمي
فأكد لي أنك قد تأتين
مثل زوبعة عاصفة
ويأتي منك ما يحطمني
ثم وسط دمار ترحلين !
كذبت استفتاءاته
ورجحت رأي المنجمين
على أنك ستعودين
على راحلة الزمن
مع الريح ..
مع السماء الحمراء
مع أيلول الذي يحمل
حقائب حب كسير !
ما بقي له من القبل
غير شفة حائرة…
تجهل نحيب النوافير !
ستعودين
مع النوء الخريفي
مع بدايات الشتاء
مع نهاية جنون
أعجبت به
أدلك وسط دوامته
فراغي بالفراغ !
وأغسل الماء بالماء !
في سرداب المتيمين
أحترق بأحطابك
فأولد من رمادها كلمات
مليئة بالأمل
ثم أرسم لك قوسا
بحبر قلبي !
مشدودا بين شاطئين
منه تلجين إلى كينونتي
التي لم أكنها
أوتلك التي بصدد أن
أكونها جنبك
ياملكة الياسمين
أو ما لست أدريه عن كلي
الذي اخترقته
كالملاك تطاردين
بلا صوت صمتي !
لآذار تغمزين
ليبدع ربيعا
في قلب شتائي !
فابتعد أقنعة الضباب
يا طمأنينة العمر
المتعب بالانتظارات
أمحو سوادا…
طلى عشي الهش
أنحاز إلى تاء التأنيث
إلى حاء الحرقة
إلى كل الحروف
التي تشبهك !
إلى النقط البعثرة
كعقد زين وجنتيك
أدهش ريشة الفنانين
فاقتربي من ذراعي
الذين من مطر !
لآخذك بينهما
مادمت آخر الأعاصير
فمن دوني لستِ شيئا أنتِ !
ومن دونك ينحسر قلبي
ويتجمد تحت وطأة السنين !
نورالدين بنعيش – بقلمي-11/03/2021