إشراقات أدبيةقناة نحو الشروق
سجين عينيك بقلم: “توفيق ركضان القنيطري”
سجين عينيك
يا حبيبتي
سأظل سجين عينيك
مهما طال العمر
أو اقترب الرحيل
روحي تودعني
تهرب مني
أنت ملاذها
أنت هناؤها
إليك رغما عني
تهفو وتميل
ما ظننتها
تخونني
تتركني
مسجى
على ضفاف الشوق
وحيدا
أعانق منك صورا
أقبل شفتيك سرا
وأعترف بحبك جهرا
لشمس الأصيل
تشفق علي
توصيني بانتظار الشفق
عله يحمل عبر الألق
طيفي إليك
لعلك تذكرينني
في غمرة انشغالاتك
ولو لوقت قليل
أدرك أن ثمار الجنة
برحمة الله دانية
قطفها أسهل
من قطف
سحر عشقك المستحيل
بيني وبينك أسوار عالية
وتقاليد بالية
وعساكر بنادقها آلية
لأعدائنا موالية
لخلاننا معادية
أتخيلني لحظة جنون
أنني طائر الأبابيل
أوثق بيني وبيني
عهودا ومواثيقا
بأن أحطم في سبيل لقياك
جميع المتاريس
والعسس
وأكتم نباح كلاب الحرس
وأغير خارطة الأجناس
وأغتال عنصرية العرقيات
وأحتفظ فقط بكل إنسان نبيل
أتمادى في جنوني
وأرسل حمائمي الزاجلة
في مهمة عاجلة
لتعرف مكانك
يا معذبة قلبي
برموشك القاتلة
وأنتظر تقريرها الطويل
مكان سكناك
طرقاتك
فسحاتك
رفقاتك
أفضل مطاعمك
مقاهي سهراتك
حمام سباحتك
هواياتك
مدرجات جامعتك
تفاصيل جغرافية وطنك
ومجد تاريخه الأصيل
أرسم خارطة العبور
أعلن بهاء الحضور
على إيقاع الدبكة
ورقصات الزمن الجميل
توقظني حمرة الشفق من خيالاتي
أتذكر حقيقتي
أنا العاشق المذهول
الهائم المسطول
ليس لي إسطبل ولا خيول
حتى أتباهى بحصاني الأبيض
وألتقط صورا للذكرى وهو يركض
لأثير إعجابك وأستميل
أنا يا سيدتي
في بلادي
شاعر مغمور
لا يعرفني أحد
وليس لدي جمهور
رصيدي البنكي بضعة دولارات
لا عقارات
ولا سيارات
حتى ملابسي
تغير لونها بغبار الطبشورات
لكن مبادئي راسخة
شامخة
كسوامق النخيل
نعم أنا رجل فقير
أمتطي قدمي وأسير
رأسمالي الكبير
إنسانيتي
طيبتي
قصائدي وأبياتي
كلمات حالمة
ترسم آهاتي وتنهيداتي
وحروف رغم دفئها
يرجفها الزمهرير
كغريب تائه في المدينة
أو عابر سبيل
لكنني أبتليت بسحر عينيك
كلما رأيتهما
يصيبني الجنون
فأعتلي صهوة الحلم
وأتكئ على بساط مروجها الخضراء
مستظلا من هجير حبك
بظلها الظليل
لا تعبئي
بهلوساتي
ولا بشطحاتي
ولا بقصائدي أو أبياتي
لكن تذكري جيدا الآتي
من حبك يا حبيبتي
مهما جرى
أبدا لن أستقيل
توفيق ركضان القنيطري