المقال

سلسلة أحمد شوقي من إعداد الكاتب كروشي يونس

سلسلة أحمد شوقي من إعداد الكاتب كروشي يونس
الحلقة الثالثة
العودة إلى مصر
عاد شوقي إلى مصر فوجد الخديوي عباس حلمي يجلس على عرش مصر، فعينه بقسم الترجمة في القصر ، ثم ما لبث أن توثقت علاقته بالخديوي الذي رأى في شعره عونا له في صراعه مع الإنجليز ، فقربه إليه بعد أن إرتفعت منزلته عنده، وخصه الشاعر العظيم بالمدائح .
وظل شوقي يعمل في القصر حتى خلع الإنجليز عباس الثاني عن عرش مصر وأعلنوا الحماية عليها سنة 1941م ، وولوا حسين كامل سلطنة مصر ، وطلبوا من الشاعر مغادرة البلاد ، فأختار النفي إلى برشلونة بإسبانيا ، وأقام مع أسرته في دار جميلة تطل على البحر الأبيض المتوسط ، شعره في هذه الفترة ودار شعر شوقي في هذه الفترة التي سبقت نفيه حول المديح ، حيث غمر الخديوي عباس حلمي بمدائحه والدفاع عنه ، وهجاء أعدائه ، ولم يترك مناسبة إلا قدم فيها مدحه وتهنئته له ، منذ أن جلس على عرش مصر حتى خلع من الحكم ، ويمتلئ ديوانه بقصائد كثيرة من هذا الغرض ، فقد هجا الخديوي بهذه الأبيات:
غمرت القوم إطراءا وحمدا
وهم غمروك بالنعم الجام
خطبت فكنت خطبا لا خطيبا
أظيف إلى مصائبنا العظام
لهجت بالإحتلال وما أتاه
وجرحك منه لو أحسست دام.
وأكثر شوقي من مديحه للدولة العثمانية حيث قال:
بسيفك يعلوا والحق أغلب
وينصر دين الله أيان تضرب .
كما نظم رائعة من قصائده والتي يقول فيها عن الإنقلاب العثماني:
سل يلداز ذات القصور
هل جاءها نبأ البذور
لو تستطيع إجابة
لبكتك بالدمع الغزير
وقال أيضا:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
ومن أبياته في الرد على مزاعم المستشرقين الذين يدعون أن الإسلام بحد السيف:
قالوا غزوت ورسل الله مابعثوا لقتل
نفس ولا جاءوا لسفك دم
جهل وتظليل أحلام وسفسطة
فتحت بالسيف بعد الفتح بالقلم
وقصيدة ذكرى المولد التي مطلعها:
سلوا قلبي غداة سلا وتابا
لعل على الجمال له عتابا.
وقد بلغت قصيدة شوقي 110 بيتا تحدث فيها عن مصر وفي مطلعها:
أحرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
شهد الله لم يغب عن جفوني
شخصه ساعة ولم يخل حسي.

نقلا عن سلسلة الأدباء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى