سلسلة : ” حديث النفس ” بقلم إدريس جوهري
كيف ينجلي الصمت المبين ،
يتدرب حتى يكسو قلوب الخليقة ،
ويكتب حروف وجوده ضمن
رمزية القدسية الأزلية ؟
لنتعمق أرض الوعي الروحي ،
وما يخبئ السهو قبل النشأة ،
والفناء قبل البعث ، وطبيعة
الفطرة النفيسة عندما تناجي
بمشكاة التبتل يخفي المرء
في نفسه الحيرة الاستفهام
عندما تكون البينات ألغاز
شفرات غامضة في فهمها ،
وبالعفوية ، عندما تتعطل
المنطقية عند القبة السماوية
تتردد شتى الأسئلة حول
الكتاب المقدس ، تتوالى
قوارب البحث تسبح في
الآفاق لادراك ما خفي من
المكنون استعصى حجبت
لا تفتح أبوابها إلا لمن ألقى
السمع واستبصر واستنار
تلك الخطوات الصماء ..
تؤدي إلى اعتراف المعرفة
بفشلها وكذلك آمالها تجري
تتدفق جميع الأنهار دون
استثناء نحو البحار ، نحو
المحيطات ، وهكذا يعشق
المحبين الهائمين تمجيد
الملك ، في نافذة الوردة
الروحية هذه حيث لم تعد
الألسنة مفيدة للقراءة للفهم
ترافق لهيب النور السرمدي ..
الطالب يرتدي ألمع الزينة ،
بهاءا إيمانًا بأجمل العطور ،
حريصًا على اللقاء مع جلالته
الأبدي أيها الهاتف الملازم
لروحي ، الموصول بخيوط
التفكر غير أني قطعتها لكن
تتجدد تخرجني من السكون ..
تفرش بساط نسافر لجوهرة
الحب قبلة الأرواح تخطفتني
جاذبية مركز الأكوان ماسة خضراء
تنبت الزهور تلتف غصون
حول الذات تحممني بماء
الأسرار .. انجلت سحب
الغفلة رؤية ما وراء الوهم ..
عندما همس في قلبي
ادنو منا واستطب يا مريد ..
النظرة تصفو تحلو .. تدفق
شراب الخمرة في أحشائي
لدرجة أنني أينما وليت وجهي
صرت أراه مكتوبا مرسوما ..
بين الأصوات الهمسات الحركات
الخطوات الكائنات من الذرة
إلى المجرة .. الدهشة .. الهذيان
كأن كل العوالم حاصرتني
تحدثني في السر والعلن ..
تبتسم تجليات الجمال الأبدي
صور نقوشات زخارف ملونة
عقل حائر بلا رشد لسان أخرس
أسكت يا غلام .. لا تفضح سري ..
فتسلب مكتوب المحبوب .. ” كُ .. ن ..❤.. فَ .. يَ .. كُ .. و .. نُ ”