المقال

سلسلة حديث النفس بقلم: إدريس جوهري

سلسلة : ” حديث النفس ” 💕💕

صرخات مدوية تعلو في الفضاء الخارجي
تأتي من الشرق والغرب .. ومن الشمال
والجنوب من كل حدب وصوب صرخات
آهات أخرجت فيها كل العذاب .. و الألم
و تأخر الأمل أو الفرج أو النصر .. أو .. أو .. !!
صرخت في وجه آلهة الرحمة والعذاب متسائلة
مستفهمة .. مستنكرة .. لما الوجود …؟؟!! ♡م
لما الخلق …؟؟!! ولما الخير والشر …؟؟!! ♡ح
ولما الابتلاء ..؟؟ ولما الجنة والنار …؟؟!! ♡م
ما ذنبي انا …؟؟!! ما ذنب الطفل الرضيع ♡د
يموت تحت أنقاض الدمار و الخراب …؟؟!!
ما ذنب الغريق المهاجر لكسب لقمة العيش يموت
بين أمواج البحار ..؟؟!! وما ذنب شعوب تداس
تقتل تضطهد من حفنة أشباه الرجال…؟؟!! وما ذنب
كل من نادى بحق و عدل أصبح في خبر كان …؟؟!!
لا تقل لي قانون السببية …!! أو قضاء وقدر …!! ♡م
أو حكم القوي على الضعيف …!! أو نظرية الفوضى ♡ح
العبثية .. العمياء .. الصماء … قدرة رفرفة الفراشة ♡م
في خلق الأقدار … تنحدر من محيطات فولاذية ♡و
لا معنى فيها للحياة … تجعل الولدان شيبا …!! ♡د
النفس تائهة .. في بحار الدموع والأوجاع ♡ا
أحرقتها نيران القهر والدمار وطول الانتظار ♡ل
لقد طال كتمان أنين .. شظايا الحروب الطويلة ♡م
التي تركت فينا الخنجر الفاشي يمزق السماء هذا ♡ص
المشهد يتكرر في أوشام المجوس وصناعة البورنو ♡ط
وثقافة هاديس وعروش البيتكوين إنها صلوات الترقي ♡ف
في مدارج المصفوفة … لكن الكون 🌀 بل الإنسان أحوج ♡ى
ما يكون للعودة للصفر 0 …!! أو ما قبل الصفر ∞ …!!
وإعادة فرمتة القرص الصلب والذاكرة وتثبيت النسخة
الجديدة لنظام الأندرويد … معراج الشاكرات عروس
تتزين في تناغم صوت الألوان لسيمفونية ال “أووم” ॐ ..!! ♡ا
الخلق العظيم ، الرجوع للظلمة ل “البيغ بانغ” ، لنقطة البداية ♡ل
إلى العدمية حيث لا شيء هناك أنا … وأنت … كلنا اختفينا ♡ر
عن وجود الحرب والمرض والظلم ، نقوم بتفكيك التسلسلات ♡ح الداروينية في العهد القديم ونعيد كتابة الجينوم في صفحات ♡م
“الدي أن إيه” في العهد الجديد … أو ربما نذهب إلى ديار ♡ة
كان يسكنها أبوينا لا نصب فيها ولا كره .. ولا تعاسة …!! ♡ا
إن كان عني فأنا لم أختر مجيئي لدنيا المتاعب و المصائب ♡ل
بعدما أعيش في أرض الهلاك لست محتاجا لا لجنة ولا لنار .!! ♡م
هي كلمات مبعثرة .. ممزقة .. مضطرمة .. لا انتماء لها ولا هوية ♡ه
ولا معتقد لديها .. فقط نفسي … نفسك … أنفسنا … في …. ♡د
فضفضة العلاج السلوكي … لقد طفح الكيل … يا إنسان …!! ♡ا
وبلغ السيل الزبى ، الحقيبة الدبلوماسية امتلأت واغرورقت ♡ة
زمزم من نهودها اللامتناهية ها هي تخرج المحن المسجونة
و يفرغ الصمت الرهيب عن ما في جعبتها من آمالها وآلامها ..!!
تقول الزمردة المباركة في حزنها النبوي .. في موت يوزرسيف ..!!
أنا متعبة يا سيدي و سلطاني .. أنا تعيسة يا صاحب السعادة ..!!
أنا سجينة يا مالك أرضي الجديد … أنا عطشانة يا سلامي …!! ♡ع
وحبي اللامشروط .. أنا تائهة يا بدايتي وأصلي و وجودي .!! ♡ش
مازلت تنزل من تراب آبائي و أجدادي ولدت وعشت في دهور ♡ق
وأزمنة وأمكنة ذات أسماء و صور مختلفة متجانسة متقاربة ♡ي
متباعدة تحكمها نواميس سرمدية لا تخضع لحساب الإنس
والجان … ولا لنبوءة الفلاسفة الخدج الذين لم يكبروا ♡أ
في فضاءات الحكمة والأمانة .. الدوائر الحرة متناسقة ♡ن
متناغمة .. لا تخضع للروبوتات المبرمجة الآدمية إنهم ♡ت
الخدعة في خدمة الإنسان يقطعون حبلك السري
ويرسمون لك كل شيء فيك صفاتك وشكلك وبيتك ♡ي
وأسرتك … وظيفتك وهواياتك ودينك …. ثم يقصون ♡ا
أجنحتك .. و يقولون لك هيا انطلق ..!! أنت حر نفسك ..!!
لا لا … يا عزيزي … هذا ما تريدني أنت … أن أكون …!!!
هذا لست أنا …!! هذا الوهم الذي نسجتموه في المادة
الرمادية و الجينات كي أصبح بارا بالأم الماتريسية ..!! ♡أ
أو منتوج مستنسخ في مصانعكم .. دمى ناطقة
تعيش في مغارة علي بابا والأربعون لصا ..!! ♡ح
متى المخاض …؟؟ متى الخلاص …؟؟
يا أيها “الطفل” المغفل أما آن الأوان ♡م
أن تستيقظ من سباتك العميق …؟؟
والخروج من عزلة مئة عام ..!! ♡د
و ترك هذا العالم الجامد الواقف
العاطل .. و الصعود و الرجوع
إلى أصلك الرحب الواسع الفسيح …!!
صدقوني …!! كم من مرة نجد أنفسنا أمام جدار
الحيرة و الصراع الداخلي بشأن خروجنا من رحم البقاء
و الحياة إلى أرض الفناء و الموت نعيش فوق الأرض
غرباء تائهون مسلوبون مغيبون عن حقيقة و جوهر الوجود
بالأمس القريب كنا جميعا في عالم الأرواح عائلة مجتمعة
متماسكة متلاحمة تحت سقف برزخ الملكوت .. فضاء واسع
بلا حدود ، مملكة الجميع حيث لا مكان ولا مجال هناك لرجال
الأعمال في البيع والشراء والاستثمار وإعادة تشكيل الخرائط
ونهب أموال المواطن ثم بعثنا إلى بطن الدنيا حفاة عراة
لا نملك حتى قطعة قماش تستر عوراتنا فلربما نزلنا مباشرة
من تلك الشجرة المحرمة التي أكلنا ثمارها لنتعلم معاني
الأسماء … في مدرسة الحياة كنت من النجباء الفطنين
المتفوقين في المرحلة الابتدائية وحتى المتوسطة غير أن
مستواي التعليمي الفكري التربوي في الثانوي وما بعد .. صار
ركيكا رديئا ، ساقطا ، ضعيفا منحرفا فرسبت في الامتحانات
تركت الدراسة نزلت إلى الشوارع .. و الأحياء أتعلم صنعة
يدوية أو حرفة تقليدية في ورشات البناء و الصباغة وحتى
النجارة و السباكة أتقنت جل فنون الصناعات .. والحرف
لكن سرعان ما تداركتني أزمة روحية نفسية تساؤلات
تطرق باب العقل …!! من أنا …؟؟ ولماذا …؟؟ وإلى أين …؟؟
عكفت في البحث عن الأجوبة في كتب العهد القديم والجديد
ثم سرعان ما أدركت تلك اليقظة في البحث عن مقصدي …!!
غايتي …!! سر تواجدي بين الكائنات الحية …!! و ما محلي
من الإعراب في الكتاب المقدس …!! و دستور الحياة …!!
في مملكة غايا .. خضت تجارب معارك عديدة ما بين جريح
و شبه ميت أو في مستشفى المجانين كل ذلك لاكتشاف
نفسي أكثر والتعرف عليها عن قرب بعين البصيرة
وحقيقة الإنسانية .. وجوهر العبودية .. فتجلت أنوار
الروح منقذتي … على مرآة قلبي … فانعكست أشعتها
على جدران قبتي البشرية … لتضيء دربي كي أخطو
أولى خطواتي … من بعد ميلادي الثاني … و أسمى
من جديد .. ♡”ر .. و .. ح .. ♡ ا .. ل .. إ .. ن .. س .. ا .. ن” ♡

@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا ”
24/08/21 Jouhari-Driss
‘Human’ by George Lyras on Behance & “Patience
does not mean to passively endure difficulties,
but rather to be far-sighted so that you are
confident in the end result of any operation.
What does patience mean? It means to look
at the thorn and see the rose, to look at the
night and see the dawn. Impatience means
Being short-sighted and unable to see the result
The lovers of God never run out of patience,
because they know that for the crescent moon
to become full, it takes time. Shams Tabrizi
“لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلباً ، بل يعني أن تكون
بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض
عن أى عملية. ماذا يعني الصبر ؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة
وترى الوردة ، أن تنظر إلى الليل و ترى الفجر. أما نفاد الصبر
فيعني أن تكون قصير النظر و لا تتمكن من رؤية النتيجة .
إن عشاق الله لا ينفد صبرهم مطلقا ، لأنهم يعرفون أنه لكي
يصبح الهلال بدراً ، فهو يحتاج إلي وقت”. شمس التبريزي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى