المقال

سلسلة ” حديث النفس ” بقلم: “إدريس جوهري”

سلسلة ” حديث النفس ” 💕💕
المشرد القاسي يستمتع في السياحة في التأمل في التفكر
تصفق له الغابة ببقايا المساحات الخضراء حيث اصفرار
أوراق الشجر على المروج المتناثرة يداعب وجودي وفنائي
مثل نقطة زئبق في الفضاء الفسيح المتمدد تدغدغ أوتار
القيثارة وراء حدود الظلال والضوء وحركة أغصان
آخر الأيام الجميلة للحداد على الطبيعة
مناسبة للابتسام ولإرضاء عيني اليتيمة …!!
أتلعثم في الطريق الوحيد حالماً ، أحب أن أرى مرة أخرى ،
السعادة للمرة الأخيرة ، لكن رمادية اللوحة القماشية
لا تزول تشكل أكبر عدد من الخطوط العريضة للمتحف
التشكيلي ، هذه الشمس الباهتة التي ضوءها الخافت
بالكاد يخترق ظلام النوافذ وأروقة المدينة ، عند قدمي
الظل الخائف المتردد أمام ضوضاء الشفاه السوداوية
تلك الوجوه الشاحبة أعرفها كثيرًا عند اكتظاظ الأسواق
وفي أول وآخر النهار تراها سكارى حيارى هل من الدوشة ..؟؟
أم دهشة لائحة نفقات المعيشة ..؟؟ أو لديون أثقلت كاهلها
من ضيق العيش وزيادة الأسعار ..؟؟ حالهم حال السائلين
الساعين وراء الحياة العاهرة ، شعور نبيل في بداية
الجنريك كأنك ملكت الدنيا بحذافيرها إنها حماسة المبتدئين
أمام خزائن القيصر تفتح مصاريعها من المال والبنون ثم
الوظيفة والزواج ومشاريعنا اللامتناهية .. نحافة نفسي داخلها
وقائع وأحداث ووحوش أكلت لحمي وهجرني حمام السلام
والعمر انخفض إلى حضيض الرتابة مع الجمود الكئيب …!!
ولكم اشتقت إلى رغيف الخبز الحافي الكافي …!!
القوت اليومي على الرصيف ، ثم نعم ، في تلك الأيام
الخريفية عندما تموت الطبيعة ، في عينيه النادمتين
أجد المزيد من عوامل الجذب ، نحو فراقي مع “الآخر” ،
إنها الابتسامة الأخيرة جمعت بضعة حاجيات وخرجت
خلسة هاربا من “أنا الآخر” أمشي في الشوارع هائم
على وجهي لا أدري إلى أين أنا ذاهب ، أتمشى فقط تائه
في مملكتنا .. التي بنيناها سويا وأعرفها شبرا شبرا …!!
لكن ها أنذا غريب الدار أتراني فقدت الرؤية فصرت أتخبط
في الظلام بالكاد أرى موضع قدماي وإني لأتنفس بصعوبة
أثقلتني حقيبتي خففت منها ومع ذلك لا تزال تجذبني
للأسفل وترهقني وتؤخرني عن ركب النجوم حتى تخلصت
منها كليا الخفة الخفيفة لظلي الطويل .. سرعان ما سمعت
صهيل الخيول قادمون ال”هو” وجنوده ، فقد لاحظ اختفائي
من البيت صرت أركض بسرعة اختليت داخل مستشفى
المجانين الحمقى الذين يرون ويسمعون ما وراء الكواليس
والجدران .. استقلت من جريدة الغد لأجل غير مؤكد ..!!
ولا زال يتردد صداه ال”هو” في رأسي يبكي يصرخ
كالطفل الرضيع لفراقي ، يناديني من قريب يتوسل لي
كي أرجع للتصالح والتفاهم وتصحيح المسار هيهات
هيهات لا أمان ولا ثقة ولا أمل من الرجوع معك مزقت
ما تبقى معي من صوره وكتبه التي تجرني إلى الوراء ،
في أسفل سافلين كمن يقطع حبله السري للخلاص
لا أنا في الرحم مرتاح .. ولا أنا حر مستقل هانئ في
الفضاء ، أنا وحدي في الخوف والتردد لخروجي من
الجمود والملل والراحة كالمخلوق “فرانكشتاين” الدوامة
اللامحدودة من الشياطين التي عششت داخلي في صراع
مع الوقت تصول وتجول في ، وأنا شاهد العصر على المعركة
الحياتية المستمرة تهلك الجسم والنفس شراسة القلق والتوتر
مع ضراوة كسب الاحتياجات الأساسية والكمالية الكثيرة …!!
أعلم أن ال”هو” رأس غلبة الملذات علينا إنه في أصل المعاناة ..!!
هجرته في عدم تحمل الخضوع والانصياع له ، كنت دائما
مقيد برغباته ونزواته الصبيانية وتلبية كل ما يشتهي
من ما لذ وطاب ونسيتني ال”أنا” كمالية “الذات” …!!
فالنرجسي المتغطرس يفكر فقط في عظمته وسلطانه ..!!
لكني أفكر في الإنسان لا نوم يحلو لي ولا أكل ولا شرب ..!!
غلطة يدي لازلت أدفع ثمنها لم أربح سوى كآبة البؤساء
والقولون العصبي .. أرقني من داء العصر حيث المزاجية
في انزعاج مع الساعة البيولوجية المضطربة هل يستطيع
أن يذهب أسرع على “بيغاسوس” أناجي الألفا المستيقظة
وأوميجا الحكمة .. على سرير الطبيعة تقبلني الإبر الصينية
ثم تداوي جروحي لمسات البحار الاسكندنافيه حتى تقف
رقصة الدراويش على ترانيم البوذية بمباركة الشامان …!!
إنهم صلوات وتسبيحات بألف ألف لسان صادقون لا يكذبون
هذه ليلتي مع أبجديات النور والمعرفة والإنسانية المتدفقة
إلى هذا الهيكل المريض حيث خيوط غايا من حولي تحملني
فوق أوراق الشجر تغذيني من ثمراتها تسقيني من عين الحياة ..!! الكائنات والعناصر الأربعة التكريم للأمير الكوني لانتمائي لهم
حواسي كلها خلقت من جديد وظائفها تشتغل بعمق أكبر …!!
وقوة أكثر وحساسية قصوى ، في أعلى درجات الانتباه واليقظة ..!!
أمام تجليات عالمي بدأت أسترجع قواي شيئا فشيئا وجدتني
وسط دائرة حلزونية لامتناهية من عالم الأرواح …!!
إنهم اخوان المحبة والسلام للصحوة المستنيرة …!!❣❣
@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا “
20/10/21 Jouhari-Driss
DRAGONYS Legendary Creatures & “All
people are pregnant, their bodies are pregnant,
Their souls are pregnant, oh how they want
Birth with all their might, beauty is birth,
Beautiful birth.” Diotima of Mantegna
“كل الناس حوامل ، أجسادهم حوامل ، أرواحهم حوامل ،
أوه كيف يريدون الولادة بكل قوتهم ..! الجمال ولادة ،
الولادة جميلة”. ديوتيما اوف مانتينيا

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى