المقال

سلسلة : ” حديث النفس ” بقلم: “إدريس جوهري”

سلسلة : ” حديث النفس ” 🥀❣
الخطيئة .. !!
ذلك ” الإنسان الصفر ” ..
هو بداية كل واحد منا
أصل الأنام من تعلم و علمنا أولى
أسماء الحياة و الوجود و الأكوان ..
ورثنا أبجديات العلوم والآداب و العمران
و الأخلاق و معاني البيان و قراءة الرموز
وتحرير الحواس داخل نواميس الكون
والعقل والمجتمع .. إذن لا أعتقد
أن ” الإنسان الصفر ” أخطأ عندما
أكل من الشجرة المحرمة ثمارها ..!!
ربما أصل خطيئة ” الإنسان الصفر “
هي البداية التي أهلته لأن يعتلي كرسي
التكليف السامي وعرش الاستخلاف
والعمران في الأرض .. حيث سخرت له
كل العوالم والكائنات من الذرة إلى المجرة ..
لأول مرة يأخذ فيها قرارا واعيا ذاتيا
سلوكيا مستقلا اختياريا ومصيريا بعيدا
عن قيود الضوابط العلوية ” اللاهوتية ” ..
على عكس الملأ الملائكي مفطورون
على الطاعة معصومون عن الخطيئة
منصاعون للامتثال أمام “الأمر”
جبلت طبيعتهم على “الفعل” دون
رفض أو تمرد أو عصيان ، شعارهم
الطاعة المطلقة لا يبدلون ولا يفسدون
أما ” هُوَ ” بطبيعته الترابية والنورانية
موسوعة متناغمة بعدة وجوه مركبة
متشابكة ناقصة متناقضة ومتكاملة
بين الإيمان والجحود القبول والإعراض
والنقص والكمال والخير والشر .. الجهل
والمعرفة والفطرة والشذوذ .. ” هُوَ ” الخطأ
والصواب … الخير … و الشر … السلام
والحرب .. الحرية والاستعباد .. الحب
والعنصرية ، إنه مخير ومسير في صناعة
“قدره” ، أما عند غياب المعرفة بالشيء
أو جهله و عداوته .. تتعالى حظوظ النفس
ويحل الظلام .. عندها تضطرب التوازنات
تتشوش الرؤية الواعية العقلانية التربوية
الأخلاقية الإنسانية والتي ستتوجه
حينئذ على حسب إيقاعات الروح والهوى
ما بين صعود وهبوط في العالم العلوي
والسفلي ، وبروز الإيمان من بين
“الوَهم والضياع” منجاة له عند ولوج
بحار الحقيقة في تصحيح المسار
والذي سيرسم ثوابت خريطته المقدسة
الراسخة إن ” هُوَ ” امتلك ” الجُنَّةٌ “
من إيمان وعلم وعمل وأمانة ..!!
إذن خطيئة ” الإنسان الصفر “
في الأكل من الشجرة المحرمة
ثمارها كانت اختبار لقدرته
البشرية لاستعمال ” آلة العقل ” ..
و الاعتماد على النفسيه الآدمية ،
للتفكير و التمييز بين ” النَّجْدَيْنِ “
في اتخاذ القرار الأحادي العقلاني ..
بكل حرية بعيدا عن التقييد والتقليد
وتشغيل الأجهزة العصبية والدماغ
في الإدراك والتحليل والفهم ، أي نعم
داخل دائرة التجريد عن الضوابط
و الأنظمة و القوانين الملكوتية
تم هذا الاختيار الفردي الشخصي
وبعدها جاءت مرحلة تحمل هذه
المسؤولية الكاملة التامة الشاملة
التي تترتب و تنتج من وراء الأفعال ..
هكذا كان “خطأه و توبته” في نفس
الوقت بمثابة إعلان لأول قرار بشري
كوني “قويا وناجحا” في الملأ الأعلى ..!!
فلم يكن هبوطه ” مِنْهَا ” إلا صعودا
و رفعة في مدارج الرقي و الترقي ..
و الكمال و الإصلاح و العبودية ..!!
حيث كان التكريم والتّشْرِيفُ
والتتويج ، واستحقاقه بجدارة لأن
يكون خليفة “الذات الصمدانية”
على أرض المعرفة والمحبة والبناء
والنماء والعطاء والرحمة وتعليم
البشرية كيفية “الأكل من الشجرة” ..!!
التي “تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ” …!!
و تأسيس و تحريك و وضع أول لبنة
” الفكرة ” التي أيقظت ” الوعي ” ثم
ترجمتها إلى ” الفعل ” فحقق بذلك
اكتمال بشريته باستخدام ما تميز به عن
جميع المخلوقات فكان … ” ا .. لْ ..إِ .. نْ .. سَ .. ا .. نَ “❣❣
@بقلمي// إدريس جوهري . “روان بفرنسا”
30/10/21 Jouhari-Driss
Tuhfat al-ahrar by jami d.1492 & The value
of a person is what he adds to life between
his life and his death. Dr. Mustafa Mahmoud
قيمة الانسان هى ما يضيفه للحياة مابين
حياته وحتى مماته. د.مصطفى محمود

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى