المقال

سلسلة : ” حديث النفس ” بقلم: “إدريس جوهري”

سلسلة : ” حديث النفس ” 🥀❣
أتأمل فى نفسي البشرية ، أي نوع أنا ؟ أين مكاني ؟
هل أنا أسود السيطرة والغموض والقوة ..!!
أم أبيض العذراء والبراءة و الإيمان …!!
أو أزرق الراحة والفرح والكآبة …!!
أم مزيج و خليط ، من كل الألوان ..؟؟
أو ربما تطغى نسبة لونية على الآخرين ..؟؟
لكن في الأخير ، كيف تكون لوحتي الفنية ..؟؟
هل خريفية ، انطوائية حزينة ، تساقطت أوراق
حياتها ، وذهبت أدراج الرياح ، لكن شديدة عنيدة ،
حادة الطباع ، لا تعرف اليأس و الإستسلام ..؟؟
أم شتوية متفائلة ، حيوية نشيطة ، بأمطار الأمل ،
و النماء و التجديد ، سريعة الغضب ، اندفاعية
متهورة ، صاعدة نحو سماء النجوم …؟؟
أو لربما ربيعية …!! قد أزهرت بساتين روحها ،
كلها شوق و عشق ، غامرة المشاعر ، متحررة البكارة ،
طموحة مغرورة ، أنانية الحياة ، لا تخشى العلو
والجحيم .. تحقق ما تريد ولو على حساب الكل ..؟؟
أتكون صيفية …؟؟!! ناضجة الثمار ، وضاحة الجمال
صادقة الغرامية المأساة المؤلمة ، صريحة النوايا ،
مترددة التعبير ، متقلبة الإختيار ، صفراء الإشراقة
في صباح شمس فيروزية ، أجنحة البطولة فضية
شامخة لا تكسر أحدا ، جسم تركواز في فيض من الصبر ..؟؟
لا أدري …؟؟!! أتراني تركيبة مشكلة منوعة ، مختلطة ،
من فصول وروايات ، وصفات وطباع ، لكن كيف أعرف
جيدا ، من أنا من بينهم ..؟؟ ولمن أنتمي في كل هذا ..؟؟
فرضا أني خرجت من جسدي ، كمرآة أرى فيها
نفسي ، أو تراني هي ، ماذا أرى …؟؟
أنظر إلى الشكل والمضمون والمعنى ،
أستمع إلى قانون التوازن الموجود داخل الألوان
الساخنة والباردة للبندول أنا فائض الحرارة في الاتباع
والاعراض أنا بينهم محدود الفكر ، سطحية القول ، فصاحة
الفعل ، فقير الاعتدال ، ذكريات جياشة المشاعر ، لكن
في نفس الوقت قهوة سوداء مرارة شخص الأنانية
والخيانة ، كهرماني الذوق في المكارم والنَّعَائِمُ ، نغمات
قلبي حالكة ، أجراس لساني عسلية ، ثياب الحرباء
في مزاجية الطقس اللامستقرة عند الوقوف على
صفحات كتابي شغف الغفلة والتفكر .. ممارسة الطمع
والوئام والحصافة .. البوزل ممزقة مضطرمة مضطربة ،
بين سوداوية التعاطف والضحكة الصفراء والحاضر
العبثي الرمادي يقودنا إلى التعاسة ماذا أصنع
إذن لحصولي على سعادة اللازوردي …؟؟
مشاهدة تجليات الرحمة الليلكية لبياض الثلج
تذوب في شفافية الكريستال ترسم الشفق البنفسجي
على استعراضات الزينة للكون القرمزي الذي يعج بالعواطف
والأمل ثم ينبض بالعدوانية والشهوانية على حسب درجات
الضوء والظل والحركة في هذه المساحات الخضراء برفقة
طيور الحرية والجاذبية .. تنمو السنونو على الجدران الباهتة
ألوانها حيث تتعدد أسماء الصدق والكذب على هذا الكوكب
الأرجواني .. رجال الشهامة والوقاحة والفضيلة والخطيئة
والحلال والحرام زخارف مرتبطة بصحة مملكة قوس قزح
الذي ينعكس بدوره على مرآة التراب البني نخلق من الطين
أرواح النعمة والامتنان .. وأشباح الألم والزندقة المتمثل
في هذا الشخص المكتسي من ثياب مرقعة متداخلة
الألوان اللامستقرة في متاحف اللوحات التجريدية
بين الرمادي الكئيب وقوة الليلكي وبرستيج الأزرق
والأخضر الملكي وأفرشة الخزامي الخالص في الطبيعة
الكرزية .. تتجدد تتشكل باستمرار دون توقف في صناعة
عقل الإنسانية وهم فرحون بائسون .. مستبشرون .. الرؤية
في غمرة الظلام بصيص من نور أزرق لدنيا التناغم للعيش
بسلام وأمان .. قلبي الحنون بروح الدعابة يرسم الابتسامة
بقبلة الأمومة لأحمر الشفاه تجري من فمها بركات الندى
البلوري تتساقط على حقول السنابل الذهبية الدافئة الحاضرة
في بيوت الإيمان بروحانية الورود الجورية والشموع المرجانية
ثم تسيل دموع رصاصية للطفولة المنسية صور تحدثني
تعاتبني في النهود الجافة من حليب المطلقة الأرملة العازبات
اللواتي غرقن في بحار وعود الإخفاق لعيون حمراء لمصاصي
الدماء تلتقط النرجس وتختار زنبق الماء الأبيض تغتصب
أنفاس العاطفيين السذج المنتظرين أمل الزواج بفارس الأحلام
الوردية .. صور التعاطف تتدفق دون انتظار إلى النبلاء الأكهاء
في خدمة بني البشر إنها جمالية أفروديت في انتقاء ألواني
في همهمات شقائق النعمان لمسرحيات أسخيليوس .. بقيت
وحدي أناجي ابتهالات هرمسية فلم أجد أحدا سوى طيف
رسوماتي تتراقص في حضرة شموس التبريزي عشق الماء
مع النار .. والتراب مع الهواء .. والملائكة مع الشياطين ..!!
يترددان ينجذبان يتوحدان في الشيء واللاشيء في صعود
وهبوط البداية والنهاية سيمفونية الأضداد تتغزل بالعواطف
في نوتات أبيض أسود على السلم الموسيقي يمشيان
في توافق وتعارض .. تآلف وتناكر .. يا ترى هل سيلتقيان
زرقاء اليمامة وأمير الظلام .. صاحبة الشال العنابي
وخضراء الدمن .. اليين واليانغ والشيطان الملائكي ..؟؟
أنا الباحث عن الللوحة الزمردية في حكمة
النبي “أخنوخ” في خيمياء الخلود والمعرفة
والفطرة النفيسة ، الجوهر والشكل .. الشك واليقين
الخير والشر … الجنة والنار … الإنسان والقيامة …!!
إن للحقيقة وجهان … واحد في قمر الزهراء ♡ع
جوهرتين لؤلؤتين ياقوتتين مركز الشرق والغرب ♡ش
والثاني الشجرة الزيتونية ، أصل الألوان اللامتناهية ♡ق
ماسة خضراء … منبع النور .. يسري قبل الأزمنة ♡م
والأمكنة … قوارب تسافر تتدفق أناقة
حلم يوزرسيف … عند سجود الكواكب ♡ح
لهذه الزمردة المباركة تبتسم بشرى
مولد العربي ، أضاء حروف الأبجدية ♡م
أزالت حجب الجهالة والظلامية
دلائل نائرات منيرات عدنانية قبلة ♡د
الأرواح للحمائم البيضاء تزرع
المعارف المخملية في بساتين
الزهور البرتقالية القدسية
حتى أصبحت فنون الرسم والأدب
في ملك يدي تتحول بين أناملي الحنطية
إلى أوريغاميات أنفخ فيها روح الرحمة والحياة
الوردية أو أحرقها بعود كبريت أحمر أو يبتلعها ثقب
أسود في الفناء .. أو انبعاث الفينكس الذهبي من تحت
رمادية الفوضى .. والجنازة الفيرانية لكن أبقى أنا أنا …!!
إنسان العالم في فلسفتي ، نور وظلام في إيماني ،
في تسامحي ، في بشريتي ، في محبتي ، في عداوتي
وأخوتي مع أبناء غايا ، إذن من أنا بالضبط في ورشة الألوان ؟؟
لعلني تركيبة معقدة ، مركبة بعدة وجوه ، ولوحة تشكيلية
فرشاة ممزوجة ، تتغير ألوانها أشكالها بتقلبات فصولية
ودورات شهرية … أنا …!! ” ا .. ل .. ذ .. ا .. ت “❣❣
@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا “
06/12/21 Jouhari-Driss
Canvas Art & “I sit and meditate: the world has grown old, its wrinkles have increased and the face of the painting is starting to relax more… Oh my God, what can I do before the night falls on the tower of the soul? The brush. The colors. And… I quickly catch it: straight and short strokes. Sharp and graceful.” My colors are clear and primitive. Yellow blue red.. I want to restore things to their spontaneity as if the world had just emerged from its first cosmic egg.” Van Gogh
“أجلس متأملاً : لقد شاخ العالم وكثرت تجاعيده وبدأ وجه اللوحة يسترخى أكثر… آه يا إلهى ماذا باستطاعتى أن أفعل قبل أن يهبط
الليل فوق برج الروح؟ الفرشاة. الألوان. و… بسرعة أتداركه: ضربات مستقيمة وقصيرة. حادة ورشيقة..ألوانى واضحة وبدائية.
أصفر أزرق أحمر.. أريد أن أعيد الأشياء إلى عفويتها كما
لو أن العالم قد خرج تواً من بيضته الكونية الأولى”. فان جوخ

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى