المقال
سلسلة ” حديث النفس ” بقلم: “إدريس جوهري”
سلسلة ” حديث النفس ”
إنها تكره الفراغ ، تكره القيود كأنها
الكون المتوسع مثل الفضاء الفسيح
المتمدد تنجرف وراء حدود الجغرافية
المتعارف عليها من لدن دستور الأنام
إنها الحرباء المتغيرة الألوان اللامستقرة
لا أمان ولا فصل ولا عهد لها تحسبها لك
أو منك .. أو عليك .. هي كل ذلك وأكثر
أتراني أعزل بدون سلاح حتى صارت
المالكة الحاكمة في مملكتي وأنا أسير
من الحاضر ، من الحاضر غير المشروط
اللامتناهي ثم الماضي ذلك الشاطئ الذي
أعانق فيه حبات الرمل مع زحام الزائرين
هناك من هاملت وهاري بوتر والشنفرى الأزدي
وابن بطوطة في رحلات عالمية تنسى فيها
همومك معي كأنني خبيرك النفساني ، لكن
وراءها المستقبل البعيد جدًا ، كنت أريد
أن أذهب بعيدا بسرعة ألف فرسخ حتى
تحطمت أعمدة القلعة ووقعت في مطب
الجحيم .. من المفيد هنا التحدث بنفس اللغة
للتبادل والتفاهم لكنني أعتقد أن أولئك الذين
يتشاركون معنا ويندمجون في مشاعر النفس
هم فقط القادرون على فهم بعضهم البعض حقًا ..!!
ولكن اليوم لم يعد هناك المزيد من التعاون
والمساعدة لا المعلمون ولا الراهبون ولا الفلاسفة
سيقدمون أو يؤخرون شيئا إنهم يسمعون فقط
ويشاهدون وهم يعلمون جيدا أنه لا يوجد شيء
يمكنه فعله أمام أهوال القيامة والأمواج الجهنمية ..!!
الراهبة في سري للغاية خلعت الحجاب المحرم
وتزوجت الشيطان برداء اللذة ، ولكن تحتها اشتعل
القلب فجأة بالعشق اللازوردي ، من ذا الذي ينساك
لقد وهبت النفس وأعطت روحها أمام الحكم المسبق
لا تبالي ولا تتحسر صارت منبوذة الآلهة ، القرار الذي
لا يلين ، ومنذ هذا الاتحاد والإلحاد لا عيش يحلو
بدونه معاهدة المعشوقة وهبت وردتها ، لا تفكرين
في الطلاق وتموتين للحب ، إنه جنون العزائم والهزائم
حتى الثمالة مع اللعين .. أخرجني عن طوعي لا تحبس
أنفاسي اتركها تفضحك أمام الملأ أنك تحييني تميتني
ثم تبعثني في المحراب حيث يتحول إيمان العابد
الناسك إلى صلاة مسجونة ترتطم بسقف إسمنتي
لا تحمل تأشيرة السفر إلى أرض الملائكة ، كل يوم
يسمع كلاما ويرى أشياء أخرى ، منذ الصغر وهو يصعد
إلى السماء أسرع من طائر تسمعه يغني في أغصان
الزيتون ، ينظف الملابس في ضفاف الرافدين ، ويؤمن
أنه يستجيب لها عندما تبكي الليالي والغيوم القطنية
تذوب حمائم طيبة شوقا على عزف رياح الخماسين
رأيت حولها وقد أكلني العالم الظلامي ، النسيان المحاصر
سرق مني زهرة العاطفة حياتي الزوجية النمرودية اختلط
فيها الأبيض والأسود ، الحابل والنابل ، تبدو السماء لي
أوضح وأعمق وأجمل في غياب الجحيم رأس كل الكلمات
التي وجهتها إلى ملاك الأرزاق أن يعيد النظر إلى عضويتي
كي التحق بركب النبلاء الأَكْهَاءُ حيث الجنائزي يسلمها في
همهمات الخوف أكثر قليلاً من مخاوف المعدوم على مشانق
الجريمة حيث يفنى الشر ، كل يوم تضيء شمعة هنا وهناك
شبه متوهجة لكن سرعان ما تحترق بشدة وتدمع البكارة ،
مثل روائح الأمل في السفن القديمة ، لم يعد جسدها
الخالي من الريش يشعر بتساقط الندى وأنسجة الشمس
إنه طريق الرياح الرمادية ، حياة ناقصة جعلت الأجنحة
منكسرة ، ما الخطيئة التي يمكن أن تدنس روحه الطاهرة
خلف هذه الأسوار العالية لهذا الدير المظلم …؟؟
لكني أخشى العتمة الطويلة للمنازل ، هذا ليس منزل
إنها قلعة من نار الصراع الذي لا ينتهي يصنع فيها إخوتي
العطور الدنيئة مع ابتسامة الندم ، لكن السجان المبجل
يحرسني .. يراقبني منذ الولادة لا يقدم لي الحنان والدفئ
كل قصائد الرحمة كفرت بالحبر الأسود الجاف الكامن
بين انحناء الكلمات المزهرة لأولياء النمرود الشقي …!!
ويحي أنا الرجل السجين قد ألبستنا الحياة المحبس
مع شيطاني يمكن أن يقدم من عواطفه المحرقة
ومن غمازتيه وأظافره الطويلة الرقيقة الضالة الماجنة
في الكتاب المقدس ، حيث أحرقت ثيابي العذراء فصرت
الشلل الرباعي للرهبنة المقدسة حين غيرت إسمي إلى
الخطيئة المرعبة ، اضطرب إيقاعي الطبيعي وهوت
كواكب يوزرسيف في جزيرة الفنتازيا فصارت تفتح
مصاريعها وجمالها الرهيب الفاتن لأشرعة الملذات
المسمومة …!! وأنا أتفرج …!! ما الحل يا أنت …؟؟
@ بقلمي/ إدريس جوهري . ” روان بفرنسا “
27/12/21 Jouhari-Driss
In-Yan & “A conscience disturbed by desires
cannot be released; Wisdom disturbed
by ignorance cannot develop”. Buddha
“لا يمكن تحرير الضمير الذي تقلقه الرغبات ؛
والحكمة التي يزعجها الجهل لا يمكن أن تتطور”. بوذا