إشراقات أدبيةبرامج و لقاءات

سلسلة حوار مع الكاتبة الروائية لطيفة قرناوط

سلسلة حوار مع الكاتبة الروائية لطيفة قرناوط
عجز لساني عن مدحها ، فكل العبارات لا تكفي ، امرأة جعلت من مهنتها هدفا و صوتا للعديد من الناس
أخذت من قضاياها و ترجمتها بقلمها السامي لروايات اجتماعية هادفة .
متميزة بنبض القلم الذي كلما طالعت عليه ازددت تمسكا
لذا اخترتها هذه المرة لتنير منبر صحيفتنا و يطلع عليها القراء أكثر فأكثر من خلال الساحة الأدبية
و لمعرفت المزيد عنها أجرينا معها حوار لنغوص في تفاصيل تجاربها و نستفيد من حنكتها الأدبية .
#حوار الذي دار بيني و بين الاديبة الروائية لطيفة قرناوط
نحو الشروق :كيف تعرفين نفسك للقراء؟
-السلام عليكم، لطيفة قرناوط محامية وكاتبة، عاشقة للحرف قراءة وكتابة، رافعة لواء العدل باختيار مهنة الدفاع عن المظلوم.
نحو الشروق : كيف كانت بداياتك؟
ـ بداياتي في الكتابة كانت منذ الطفولة، إذ كنت أكتب أشياء لا أحتفظ بها لأنني وبصغر سني لم أكن أدرك أصلا أنني أمارس فعل الكتابة، في مراهقتي اعتقدت أنني أخربش على أوراقي البيضاء، وبعدها فوجئت يوما أنني أمارس غواية الكتابة وأنا أكتشف أنني كنت أكتب رواية بشخصيات متعددة وحبكة وعقدة وانتهى الأمر بي بولادة مرتبكة لروايتي الأولى، أما بداياتي في عالم النشر فكانت في سنة 2017 بإصدار مجموعتي القصصية (نبض الأنوثة لا يموت) وبعدها روايتي (واهتدت روحي إليك)

نحو الشروق :كيف تم دخولك لمجال الكتابة؟
ـ لا يمكنني أن أجزم بجواب لهذا السؤال صدقا، لأنني كتبت وأنا لا أدرك أنني أكتب، الكتابة موهبة قبل كل شيء لذلك نحن لا ندخل المجال مخيرين بل نجد أنفسنا نسبح في تيار جارف يأخذنا إلى عوالم مختلفة نتصادف فيه مع شخصيات خيالية لكننا نصدقها لدرجة محاولة إيصالها إلى الناس، لذلك حاولت بعدها أن أنشر أعمالي لكنني اصطدمت بواقع أن دور النشر الموجودة على الساحة آنذاك لا يمكن الوصول إليها من طرف كاتب ناشئ، حتى جاءت سنة 2017 بدأ بعض الشباب بإنشاء دور نشر جديدة مثل دار المثقف وكان تعاملهم مع الكتاب الشباب فكان أول متنفس لكتاباتي بظهورها للعلن أخيرا.
نحو الشروق : ما هي أهم أعمالك الأدبية؟

ـ أول أعمالي المنشورة كانت (نبض الأنوثة لا يموت) بعدها رواية (واهتدت روحي إليك) ثم (وللبوح بقية) وأخيرا رواية (من رحم النيران) كما شاركت في كتاب مجمع صادر في مصر مع مجموعة من الكاتبات العربيات تحت عنوان (وعد الروح)
نحو الشروق : ما هي دار النشر التي احتضنت كتاباتك؟ وكيف كان التعامل معها؟
ـ أول دار نشر تعاملتُ معها كانت (دار المثقف) لصاحبتها سميرة منصوري ومديرتها سليمة منصوري التعامل الذي جعلني أصدر عدة أعمال لي معها كان في قمة الاحترام والالتزام كما أريد أن أنوه إلى أن دار المثقف كانت من أوائل الدور التي فتحت بابها للشباب واحتضنت أعمالهم وهذا في حد ذاته ميزة كبيرة رغم النقائص التي تعمل الدار على تداركها إلى أنني أحيي روح التقدم والإصرار لدى الشقيقتين (منصوري) بعدها صدر كتاب (نبض الأنوثة لا يموت) في طبعة جديدة مع دار المعتز الأردنية للنشر، وتعاملت أيضا مع داري نشر مصريتين كان آخرها (دار ببلومانيا).

نحو الشروق : هل شاركت في معارض للكتب، دولية أو وطنية؟
ـ شاركت في عدة معارض دولية منها طبعا معرض سيلا الدولي بالجزائر، معرض الشارقة، معرض القاهرة، معرض الإسكندرية، معرض الأردن، معرض عُمان، معرض الرياض، معرض جدة، معرض أبو ظبي، وكذلك بعدة معارض محلية على غرار البليدة، البرواقية، بوروبة وباتنة.

نحو الشروق : هل يمكن أن تحدثينا عن تجربتك وتأثيرها على مشوارك الأدبي؟
ـ المعارض هي فرصة لانتشار أعمال الكاتب ووصولها لقراء مختلفين في أنحاء العالم، كما أن لقاء الكاتب ببعض القراء، مناقشتهم وجها لوجه، معرفة تأثير كتاباته عليهم، ما يروقهم أكثر هو فرصة جيدة للكاتب لتحديد أهداف جديدة، لقاء الكتاب في حد ذاته يعتبر لقاءً ثقافيا يمكن إثرائه بمناقشات أدبية مفيدة.
نحو الشروق :ما هو الحافز أو الداعم لك في مسيرتك الأدبية؟
ـ القراء، الكاتب إذ لم يجد من يقرأ له إما أن يتوقف عن النشر أو قد يصل إلى التوقف عن الكتابة بشكل جدي، تأثير كتاباتي على من يقرأها بشكل إيجابي هو ما يجعلني أستمر في النضال ـ رغم ظروف النشر الصعبة عندنا ـ حتى أوصل كتاباتي لقارئ ينتظرها.

نحو الشروق :  هل يمكن أن تحدثينا عن أحد كتبك وأن تنيري القراء بمقطع منها، تحفيزا لهم؟
ـ بما أن آخر إصدار لي هو رواية (من رحم النيران) فدعيني أخبر القارئ شيئا عنها، من رحم النيران هي حكاية الأمل برغم مصاعب الحياة ومتاعبها، هي طاقة إيجابية يمكن أن يتشربها من يطّلع عليها ليستمر في القتال من أجل حلمه، أو من أجل التغلب على متاعبه، أو من أجل الحصول على حقه، من رحم النيران هي انتفاضة اليأس من الرماد لتولد الحياة من جديد كما يولد طائر العنقاء.
مقطع منها (قاتل من أجل حلمك، من أجل حقك في الفرح، مادام فيك نفس يمكنك أن تقاتل به، لا تستسلم، استسلامك نصر لأعدائك صنعته بيديك وأهديتهم إياه، عش كالمحارب الذي يستحق الحياة، فإذا رحل يوما كانت العزة عنوانه والعنفوان شعاره).

نحو الشروق :  ما رأيك في في الكتاب في هذا الوقت، وكثرة التوجه نحو الكتابة؟
ـ هذا الأمر له جانب إيجابي يثمتل في أن شبابنا أصبحوا يقرأون وفي أن هناك مواهب تقاتل لإظهار نفسها على الساحة، كما له جانب سلبي يتمثل في من يتجه إلى الكتابة وهو لا يملك الموهبة أو أن نصه لم ينضج بعد ليستحق النشر.
نحو الشروق :  أتعتقدين أن الكتابة وخاصة باللغة العربية أخذت مكانها وحقها، من حيث الروايات والكتب والقصص في هذا الوقت أم أنها مهمشة؟
لا نستطيع أن نحكم بصفة عامة، هناك نصوص عربية وصلت إلى العالمية، وهناك نصوص مازالت مختفية لم يطلع عليها إلا عدد قليل من القراء، لكننا على العموم نفتقر إلى منظومة ثقافية تسعى إلى إبراز المواهب وجمال اللغة العربية عن طريق ما يكتبه شبابنا خاصة.

نحو الشروق :  ما هي الصعوبات التي واجهتك ككاتبة وكيف تصديت لها؟
ـ كثيرة هي الصعوبات لكن أهمها غياب القراءات النقدية لما يكتبه الكتاب الناشئين، كما أن الكاتب هو من يتكفل بدفع مصاريف نشر كتابه، ويتكفل بالإشهار لكتابه وحتى توزيعه وبيعه، وهذا طبعا أمر صعب جدا يجعل الكاتب في قلق دائم قد يعطله عن الكتابة والإبداع، إذ أنه وفي الدول المتقدمة ما على الكاتب إلا أن يبدع ثم تأتي منظومة كاملة تتكفل بالإشهار، بإجراء دراسات وقراءات نقدية تقدم للقراء تشجيعا لهم على اقتناء الكتاب، كما يستفيد منها الكاتب ذاته في إصلاح أخطائه، أما بالنسبة لكيفية التصدي لها فهو محاولة طرح كتاباتنا لقراء متميزين لإعطاء آرائهم، وأعتمد على حرفي للإشهار لي، وأن ما أكتبه وحده هو ما سيجعل القارئ يسعى لاقتناء كتبي.
نحو الشروق :  ما هي العبارة أو الحكمة التي تستندين عليها في حياتك ومسيرتك؟
ـ هي العبارة التي أضعها على جداري الفيسبوكي وهي من تأليفي (رأيت الظلم طاغٍ في زمني فامتهنت الدفاع عن المظلوم ورأيت الحلم ممنوعا فزرعته على أوراقي)

نحو الشروق :  كلمة أخيرة للقارئ؟
ـ كلمتي للقارئ، أنك شريك في صنع مجد الأدب، بالتفاتك للجيد منه وتشجيعك لما يستحق، وبإعراضك عن كل ما هو دخيل عنه، فاختر أين تقف.
وفي النهاية أريد أن أشكركم أنتم على هذا الحوار الشيق.

نحو الشروق : نتمنى لك دوام التألق  و مسيرة مكللة بالنجاح و سنعتبرك أنا و القراء نموذج نحتذى به في حياتنا دمت نورا يسطع على الأفق و ينقل لنا كل الرقي منك ، دمت راقية بقلمك و لطفك

سعدت بحواري معك و سعيدة لأني حظيت  بهذه الفرصة .

و كما وعدنا كل مرة نغير محطة و نتجه إلى أقلام  أدبية راقية من مختلف دول العالم العربي و دائما من منبر نحو الشروق

الإدارة

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى