سلسلة حوار مع الكاتب الروائي الصاعد هواري عبد الواحد
سلسلة حوار مع الكاتب الروائي الصاعد هواري عبد الواحد
لكل منا إلهامه الخاص و توجه ،إما أن نثمره أو نثبطه
فالشاب الصاعد هواري عبد الواحد لم يتخلى عن حلمه و سعى وراءه رغم الصعاب حاملا شعار “أكتب من أجل الخلود ”
لذلك أردنا أن نغوص في سيرته الأدبية و نجعل القارئ
يتعرف عليه من خلال هذا الفضاء الأدبي
# الحوار مع الكاتب والروائي هواري عبد الواحد
نحو الشروق : كيف تعرف نفسك للقراء ؟
هواري عبد الواحد، شاب في 28 من العمر، أسكن مدينة مغنية بولاية تلمسان، متخرج بشهادة ماستر شعبة الفلسفية الإسلامية.
نحو الشروق : كيف كانت بداياتك ؟
بداياتي كانت مع رواية رحلة سمر، بداية مشوقة محفزة ومخيبة بعض الشيء أيضا، إذ أنها تجربة علمتني الكثير، خاصة في كيفية النشر والغوص في عالم الرواية، ومع أني تلقيت الكثير من الشهادات القيمة بخصوص روايتي الأولى، إلا أنني تسرعت في نشرها نتيجة بعض الاخطاء اللغوية والإملائية وفعلت ذلك تحت تأثير نشوة النشر لأول مرة، لكن الحمد لله تمكنت من تجاوز هذه العقبة في مؤلفي الثاني.
نحو الشروق : كيف تم دخولك لعالم الكتابة؟
دخولي عالم الكتابة جاء نتيجة لحب الكبير للكتب والمطالعة، ومنذ صغري كنت أميل أكثر للتعبير بواسطة القلم تاركا اللسان جانبا، لأني مؤمن أن قوة الكلمات أقوى للتعبير.
نحو الشروق :ماهي أهم أعمالك الأدبية الموجودة على الساحة ؟
أعمالي الأدبية:
– رحلة سمر من ظلام الكهف إلى ضوء القمر، سنة 2017، دار المثقف.
– في كل قبر حكاية، سنة 2018، دار المثقف، ثن 2019 مع دار تلانتيقيت.
– وظيفة منزل زوجة.. حياة فيلسوف جزائري، سنة 2019.
وعمّ بإذن الله قريب ستصدر الرواية التي كرست لها الكثير من الوقت عن دار نشر جزائرية أعلن عن اسمها فيما بعد.
نحو الشروق : ماهي دار النشر التي احتضنت أعمالك و كيف كانت طريقة التعامل معك ؟
تعاملي مع 3 دور نشر لحد الآن، وكل دار تتميز بشيء معين. دار المثقف دار تجارية أكثر منها أدبية والدليل على كلامي أن روايتي لم يتم تنقيحهما من الأخطاء الإملائية التي غفلت عنها، كما أن مبدأ تعاملها يسير بالشكل: ادفع كي تنشر (بغض النظر عن المحتوى). دار أدليس دار فتية إلا أني أؤمن أن يكون لها صدا في المستقبل، لأن مديرها يعرف قيمة الكتاب وقارئ جيد ولا خوف من القراء الجيدين، أما دار تلانتيقيت فتعمل بمبدأ احترافي لأنها عريقة في ساحة النشر الجزائرية، حيث تنشر الأعمال على حسابها الخاص بإمضاء عقد منظم وواضح المعالم، كم أنها أحسن دار من حيث التوزيع على مستوى الوطن، وقد احتضنت روايتي في كل قبر حكاية لخمس سنوات القادمة.
نحو الشروق :هل شاركت في معارض دولية أو محلية للكتاب ؟ و كيف كان تأثيرها على مسيرتك الأدبية ؟
شاركت في معارض وطنية ودولية أيضا، وكانت أول تجربة لي في ولاية بليدة مع رواية رحلة سمر، بعدها اكتفيت بالمعارض الدولية المقامة في العاصمة كل سنة بمؤلفاتي الثلاث، تجربة المعرض ستكون نتيجتها على حسب طريقة تفكير أي كاتب، شخصيا أهتم أكثر بتطوير تفسي عن طريق البحث عن قراء نقديين كي أستفيد، وأفتخر بوجود الكثير منهم ممن ينتظرون صدور كتاباتي وهذا شرف كبير لي، التجارب الثلاثة كانت مميزة وغنية وتعلمت منها الكثير وتعرفت على الكثير من الوجوه النيرة، من قراء وكتاب صاروا كالأحباب بل وأقرب.
توجهي في المثابة يميل نحو الأدب الاجتماعي، الواقعي، النفسي، أحاول تشريح الواقع البائس قدر الإمكان والغوص في نفسيات البشر عن طريق تصوير شخصيات معينة، فكانت رواية رحلة سمر، نصا يدافع عن المرأة الخاطئة ويدعوا لعدم النظر إليها كأنها إله مثالي لا يمكن أن يخطئ، بل دعوت إلى ضرورة مساواة الحكم بين الذكر والأنثى إذا ما تعلق الأمر بميزان الآثام والأحكام، أما رواية في كل قبر حكاية وهي أطول أعمالي فلا يمكن الحديث عنها في بضعة أسطر، والأمر الذي جعلته كمميز لها، هو أن القارئ لا يعرف من بطلها لكثيرة الشخصيات الأساسية، وروايتي الأخيرة: حياة فيلسوف جزائري، نص ساخر مثقل بالواقع الجزائري، وكيف أن شخصا يتمنى أن يكون فيلسوفا في صغره، لكنه يكبر بين أحضان مجتمع بائس ويجد نفسه هائما في دائرة الحقوق: الوظيفة والمنزل والزوجة.
نحو الشروق : ممكن أن تنير القراء بمجموعة من كتاباتك لتحفيزهم على القراءة و الاطلاع ؟
#اقتباسات:
1- في كل قبر حكاية: ” أصعب ما في الأمر أن الخطة تتطلب التريث، أن تضبط نفسك حين تكون على حافة الانهيار، وتربت على كتفك بجهدك أنت دون سواك، وتلعب دور الطبيب والمريض في آن واحد، توجد أدوار في الحياة ثقيلة في الميزان لا نستطيع فيها طلب العون من أحد، حين نعجز عن شرح أسباب فعلتنا للبشر ونكتفي بقدرة الله على استيعاب ما بوجداننا”
2- حياة فيلسوف جزائري: خلال نشأتي وانكبابي على مطالعة الكتب الفلسفية، شغلني سؤال مهم، طبعا لم يره غيري بتلك الأهمية لأن الذين يعيشون من أجل رغيف خبز وكيس حليب لا يمكن أن ينجروا وراء الأسئلة المؤرقة كتساؤلنا: “ما هو الإنسان؟”، فغير التعريفات التي بيَّن التاريخ نقصها كونه حيوانا: ناطقا، ضاحكا، عاقلا لوجود الببغاء والقردة وباقي الحيوانات، فقد سمحت لنفسي بالإجابة عن هذا التساؤل بكون الإنسان “حيوان يعاني”، وأول المعاناة تبدأ بأول الأسئلة المرهقة التي تقع على كاهلنا وقع الحجر الصلب في البئر الناضب.
الأسئلة ترهقنا أكثر من الإجابات، خاصة إن كان السائل جاهلا لمضامين البحث في أغوار النفس وغير مدرك السبب الذي يقودنا نحو تبني الصمت مسارا لحياتنا، وأولها تلك التي تتلو الدخول المدرسي بعد سن السادسة، حين تمشي في الطريق وحيدا محملا بحقيبة في داخلها حجم أطنان من السعادة، ومع كل خطوة يتساقط مكيال منها ليوزع على الفقراء والمساكين من أبناء التعاسة والمتشائمين، ينظر إليك الكثير من الناس مطرقين رؤوسهم يتوعدونك في أنفسهم بمستقبل مجهول الأبعاد، تحت عبارة.
” لي قراو قبلك واش داروا.. !”
ربما لم يفعلوا شيئا وربما فعلوا كل شيء، هذا ما كان يظهر من خلال قسمات وجهي أثناء مقابلة ملامح الناس رغم أن سني لم يكن يخول لي بعد الدخول إلى أغوار النفس البشرية، لكن ما ذنبي إن كان حارس البوابة نائما ما سمح لي بالتسلل قبل الأوان مكتشفا زلات الذين سبقوني؟ هرمت قبل أواني، وشربت من كأس المعرفة قبل أن أبلغ أشدي، ووزعت عبارات التفاؤل في كل الأوساط حتى كاد الحبر يجف مني فكدت أنسى نفسي التعيسة.
نحو الشروق :ما رأيك في الكتاب والأدبين في هذا الوقت و كثرت التوجه نحو الكتابة؟
الوضع الأدبي الحالي يعرف الكثير من الأسماء الراغبة في ركب موجة الأدب، ولا يستطيع أحدهم أن يمنعهم إلا أن الموجة لن تسع الكل طبعا، وهذه مسألة وقت حيت يتم تنقيح الساحة الأدبية، والقارئ الجيد كفيل باختيار أيها أصح للخلود، لكن هنالك الكثير من الأسماء الشابة اللامعة في وسط الساحة، ولا أقصد هنا أي اسم له شهرة في هذا الفضاء الواسع، بل المقصود هم أصحاب الأقلام القيمة رغم أن بعض حامليها ليسوا بتلك الشهرة الواسعة، وهؤلاء هم الذين أدعوا القراء إلى البحث عنهم.
نحو الشروق : ماهي العبارة أو الحكمة التي تستند عليها في حياتك ؟
الحكمة التي أستند عليها: أكتب كي يقرأ لك بعد مائة عام، أكتب من أجل الخلود.
نحو الشروق :ماهي الصعوبات التي واجهتك و طريقة تصديك لها ؟
– الصعوبات كثيرة أبرزها أوضاع القراء سريعي التأثر بأول كتاب أو رواية أو قلة المطالعة مما يدعوهم إلى ترويج أعمال لا تستحق النشر على حساب أخرى.
نحو الشروق : ممكن كلمة أخيرة للقارئ
كلمتي للقراء كعادتي: اقرأوا لعمالقة الأدب العربي والعالمي، لا يمكن أن تكون قارئا دون أن تمر على نجيب محفوظ، غسان كنفاني، الأعرج واسيني… والقدماء كالمنفلوطي وجبران خليل جبران… كما لا يمكن الاستغناء عن الأسماء الكبرى في الأدب العالمي كتولستوي ودوستويفكسي، جورج أورييل، فكتور هيغو، غيوم ميسو…
نحو الشروق : نشكرك جزيل الشكر على الصدر الرحب و طريقة تحاورك معنا نأمل أن تكون مثال للشباب يقتد به و أن يستمر قلمك في الإبداع و التميز .
مع لقاء و حوار آخر مع أحد الكتاب و الأدباء في الوطن و العالم العربي و دائما على هذا المنبر الأدبي .