سلسلة حوار مع كاتب: الشاعرة رحيمة حزمون تتحدى الإعاقة والعوائق
شخصية محبوبة كثيرا طيبة عفوية رقيقة خلوقة لديها من الشجاعة والصبر والعزيمة والإصرار ما يجعلها لا تعترف بالهزيمة، تتحدى العوائق والصعاب دون يأس متوكلة على الله ثم على نفسها.، نترككم في هذا الحوار لتتعرفون عليها.
_عرفينا بنفسك.؟
انا رحيمة حزمون من الجزائر
ولدت في حي بمدينة قسنطينة بين احضان
ابوين حنونين، ربياني احسن تربية
و منحاني كل الحب والسعادة، حيث عندما كنت صغيرة وكان عمري حوالي سنة اصبت بحمة شديدة تسببت بشلل في أطرافي السفلية(رجلاي) واصبحت مقعدة حبيسة بين اربع جدران وكان هذا ابتلاء من عند الله سبحانه وتعالى فالحمد لله على كل شيء
تسببت هذه الاعاقة في منعي من ممارسة أبسط حقوقي الا و هو
التعليم و لولا اختي ماتعلمت حرفا فقد كانت
تعلمني وتساعدني
وعندما بلغت من العمر تسع سنوات اكتشف اخي موهبتي وقتها أصبحت املي عليه نصوصي وهو يكتبها الى ان كبرت وصرت اسعى وأحاول التعلم ومع الوقت أصبحت أعتمد على نفسي إلى يومنا هذا
_منذ متى بدأتِ الكتابة؟
بدات الكتابة في عمر مبكر
كنت انذاك ابلغ التاسعة من عمري
من الذي شجعك وساعدك على الكتابة؟
شجعني اخوتي كلهم وأكثر من ساعدني على ذلك أحد إخوتي
_ذكرت قبلا أنك لم تدرسين في المدرسة
كيف تستطعين إنتقاء الكلمات وكيف تعالجين الأخطاء الإملائية والنحوية..؟
علمتني اختي الحروف و فك الخط وقراءته في صغري
اما بخصوص الشعر فهو موهبة من عند الله
أما عن الاتقان فهو جهد واجتهاد مني
بالنسبة للأخطاء الاملائية
اعالجها بمساعدة صديقاتي وبعض الشعراء
_هل تستطعين قراءة الكتب ومن هم الأدباء أو الشعراء الذين تأثرتِ بهم؟
استطيع القراءة اكيد وليس لدي كتب محددة
اما عن الأدباء الذين تأثرت بهم
الشاعر الكبير نزار قباني
الشاعر محمود درويش
الشاعر أحمد مطر
والشاعرة رحمة بن مدربل
_هل شاركت في مسابقات وطنية او دولية؟
نعم شاركت في عدة مسابقات لمجلات وصحف الكترونية وحصلت على المركز الاول سبع مرات
ماهي العراقيل والعقبات التي تلقيتها في حياتك؟
الكتير من العقبات حيث لايمكنني احصاؤها
و اوجعها هي موت اختي الذي نزل علي
كالصاعقة ولحد الآن… لازلت اعيش على ذكراها
_ماهو الشيء الذي يحفزك على الكتابة؟
اكثر شيء يحفزني على الكتابة وضعي الأليم
حيث أجدها السبيل الوحيد للهروب من واقعي المرير ومحاولة تجاهل ونسيان
الإعاقة حيث ان المعاق في مجتمعنا لايمكنه العيش مثل غيره و التمتع بملذات الحياة
والحمد لله على هذه النعمة التي يفتقدها غيري
_هل بامكانك أن تزويدينا ببعض النصوص من كتاباتك؟
بكل سرور
ــــــــــــــــــــــــــ
ذكرى وعتاب
أتذكر يوم كنا نلعب بالأرز
وكانت الدنيا جنة والقلب
أبيض مثل الورق
أتذكر يوم لوثت دفتري
بالأزرق و جعلتني أبكي
بلا توقف
و أهديتني لعبة الورق
أتذكر ذاك اليوم و بالأدق
ليتك لم تبحر في الأفق
ولم تقع في مستنقع البحر
ليتك لم تتركني وحيدة
بلا رفيق
لمَ القدر يأخذ منا الأجمل
ويلقي بنا في وحشة الطرق
نشتهي النجاة
من ظلمة السير و الغرق
ــــــــــــــــــــــــــ
انين وفراق
صغيرا إعتدت ركوب مرجوحتي
أين رحلت وتركتني احاكي لوعتي
كلما أقبل الليل انسابت
دمعتي فوق وسادتي اهم لفتح
مذكرتي
شاكية لها وحدتي
ارى صورتك تجول غرفتي
اركض لآخذك بين ذراعي
لو ترى مدى فرحتي لعادت اليّٓ
وامسكت
بيدي وشاركتني وسادتي
ومسحت دمعتي
واعطتني قبلة ورسمت فرحتي!،
يامٓن كان وجودك
يُضيئ عتمتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكرى 8 أذار
المرأة هي رمز
الكفاح والنضال
هي الشهامة والوقار
هي الطهارة و العفاف
هي للزوج حب و امان
هي للأبناء مربية اجيال
هي للمجتمع فخر واعتزاز
فهي ليست مجرد امرأة
هي الام والاخت والزوجة
والابنة والحبيبة
فاحرص عليها انها جوهرة
ثمينة
ولا تهنها يوما
وكن بحبها جديرا
ولا تحاول كسر قلبها
بهتانا وزورا
وكن بقربها دوما حارسا
امينا
واياك اغضابها ثم محاولة
ارضاءها بعقد الزينة ان
عفت عنك.اليوم
لن تعفو عنك غدا مستحيلا
المرأة هي نموذج كل العصور
ان صنتها كنت في نظرها امير
وان خنتها صرت في نظرها حقير
مهما حاولت تجاهل حبك للمرأة
ستجد نفسك بحبها اسيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
موت الانسانية
عند البحر وقف عجوز
يعد الصدفة
سجين يطلب العفو
يتيما ينتظر شفقة
مغتربا يتمنى العودة
مريضا يحتاج دواء
رضيع يبحث عن مرضعة
شبعان يرمي الاطعمة
اوطان احتلت
حقوق سلبت
ضمائر تحجرت
جرائم ارتكبت
ووثائق حرقت
ضاعت الانسانية
ولم تعد هناك
حرية
ــــــــــــــــــــــــــــ
باردة المشاعر
أتاني في دجى الليل
متوسلا
أرى بريقا في عينيه
هائما
الروح تسأل ماباله قلق
كأني قرأت مابه من وجع
رحت أتحسس مشاعر
قلبه المتلهفة
صبري طال وحين وصلته
نفذ
وجهت سهمي اليه
متسرعا
والدمع نهرا دافقا
تفقدت نفسه خائفة
كأن قد فارق الحياة
مودعا
كيف قتل حبيبا طيبا
دون أسباب مقنعة
_ماهي طموحاتك في المستقبل؟
ان اصبح شاعرة باذن الله ويُكتب
اسمي على الغلاف شاعرة المليون رحيمة حزمون
_هل تعزمين على طبع مؤلفات في المستقبل
اكيد وسأكون سعيدة بذلك
_كلمة أخيرة توجهينها للمواهب الشابة.
لا تتخلوا عن مواهبكم مهما تلقيتم من صدمات وحواجز وموانع
كما استغل الفرصة لأتقدم بالشكر للدكتورة عبلة لفتاحة سفيرة الاعلام العربي في الجزائر على هذا الحوار الذي اضفى البهجة الى قلبي
ولا انسى ان اشكر جميع طاقم ادارة صحيفة نحو الشروق